كناوة الصويرة 2025: عندما تصعد الأرواح على إيقاع الكمبري وتذوب الحدود في نغمة واحدة

أسماء القاسمي12 يونيو 2025آخر تحديث :
كناوة الصويرة 2025: عندما تصعد الأرواح على إيقاع الكمبري وتذوب الحدود في نغمة واحدة

من 19 إلى 21 يونيو، تتحول مدينة الصويرة إلى مركز عالمي نابض بالإيقاع، حيث تستضيف الدورة 26 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، بمشاركة 350 فنانًا، بينهم 40 “معلم كناوي”، سيقدمون 54 عرضًا موسيقيًا في الهواء الطلق، داخل الفضاءات التاريخية، وبين أزقة المدينة القديمة، لخلق تجربة موسيقية متكاملة تمتد من ضوء النهار إلى صمت الليل.

تلاقح حضارات وتبادل أرواح: مهرجان يتجاوز الترفيه نحو تجربة إنسانية فريدة

وفقًا للمنظمين، لا يقتصر المهرجان على العروض الفنية فحسب، بل يتحول إلى فضاء روحاني وإنساني يجمع بين حماة التراث الكناوي العريق ونجوم الموسيقى العالمية في لحظات تتجاوز المفهوم التقليدي للمهرجانات، لتخلق حوارًا موسيقيًا عابرًا للقارات والثقافات.

الموكب الافتتاحي… طقس كناوي يحتفي بالهوية والإرث الشعبي

ينطلق المهرجان بموكب افتتاحي ساحر، يجوب فيه المعلمون الكناويون شوارع المدينة، حاملين الطبول والرموز الروحية، في عرض يعكس الفرح الشعبي وعمق الهوية.

يليه حفل افتتاح ضخم على منصة مولاي الحسن، يجمع بين المعلم حميد القصري وفرقة باكالاما السنغالية، بمشاركة الفنانتين عبير العابد وكيا لوم، في توليفة صوتية تمزج بين الروحاني والتقليدي والمعاصر.

حوارات موسيقية بلا حدود: كناوة تلتقي الجاز، والكمبري يتجاور مع الطبول الأمريكية

تشهد عروض المهرجان لحظات مزج موسيقي غير مسبوقة: المعلم حسام كينيا في حوار إيقاعي مع الأمريكي ماركوس جيلمور، ومراد المرجان ينغمس في تجربة صوفية مع ظافر يوسف، فيما تؤسس أسماء حمزاوي و”بنات تمبكتو” لجسر نسائي فني مع الفنانة المالية رقية كوني.

تجارب إبداعية عابرة للحدود: المغرب، مالي، فرنسا في تركيبة صوتية واحدة

المعلم محمد بومزوغ يقود مشروعًا جديدًا يضم مواهب من المغرب ومالي وفرنسا، حيث تتلاقى آلات البالافون والكمبري والنفخيات، ليولد عمل موسيقي يعكس روح التعاون والتجريب الجريء، بمشاركة فنانين عالميين كـ أنس شليح، ألي كيتا، حجار العلوي وغيرهم.

أيقونات من الشتات الإفريقي: من الريغي إلى البوب النيجيري

المهرجان يستضيف تيكن جاه فاكولي، أسطورة الريغي الملتزم، وسِيما فانك، نجم المشهد الأفرو-كوبي، إلى جانب نجم البوب النيجيري سي كاي (CKay)، في لقاءات استثنائية مع جمهور متعدد الأجيال.

توارث فني وجرأة إبداعية: من الكناويين الشباب إلى التجارب المعاصرة

منصة الشاطئ تحتفي بالجيل الجديد من معلمي كناوة، في عروض تعكس تواصل الأجيال. أما المنصات الأخرى، فتستضيف تجارب موسيقية معاصرة وملتزمة، مثل:
فهد بنشمسي & ذا لالاز،
مشروع نشطيمان،
ديوعود،
رباب فيزيون،
ذا ليلى،
حيث تُقدم أعمال تمزج بين الجذور والحداثة، وتتميز بصوت فني حر وجريء.

منتدى حقوق الإنسان يعود… والموضوع: “الحركيات البشرية والديناميات الثقافية

النسخة الـ12 من منتدى حقوق الإنسان تواكب المهرجان، بمشاركة مفكرين وفنانين عالميين، لمناقشة قضايا الهجرة، الهوية، والسرد الإبداعي. من أبرز المشاركين:
إيليا سليمان، أندريا ريا، ريم نجمي، فوزي بنسعيدي، فيرونيك تادجو وآخرون، في حوارات مفتوحة على مدار يومين.

بيركلي في الصويرة: مختبر موسيقي عالمي في قلب كناوة

برنامج “بيركلي في مهرجان كناوة” يعود في نسخته الثانية، بالشراكة مع كلية بيركلي الأمريكية. ويوفر ورشات تكوينية ولقاءات موسيقية لـمواهب شابة من 23 دولة، في إطار تجريبي حي يحتفي بالتحدي والابتكار الموسيقي.

شجرة الكلام”، كرسي التقاطعات، ومعرض الذاكرة: فكر، تراث، وتفاعل حي

إلى جانب الموسيقى، يقدم المهرجان فضاءات فكرية وثقافية متنوعة، منها:

  • شجرة الكلام: حوارات مستوحاة من التقاليد الإفريقية؛
  • كرسي التقاطعات الثقافية والعولمة: مائدتان مستديرتان حول الطقوس الكناوية ومزج الموسيقى المعاصرة؛
  • معرض “بين اللعب والذاكرة: في برج باب مراكش؛
  • حفلات موسيقية في الشوارع، وورشات مفتوحة للجمهور.

الصويرة… عاصمة الروح والإبداع

على مدى ثلاثة أيام، تتحول مدينة الرياح إلى مسرح مفتوح للفن، حيث تلتقي الإيقاعات لتتجاوز الحدود، وتذوب الفوارق بين الثقافات.

إنه أكثر من مجرد مهرجان… إنها رحلة روحية وفنية تتجاوز المعنى، وتحتفي بالإنسان في أرقى تجلياته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة