هل تمهّد الصين لتحول تاريخي في موقفها من الصحراء المغربية؟

فؤاد القاسمي14 يونيو 2025آخر تحديث :
هل تمهّد الصين لتحول تاريخي في موقفها من الصحراء المغربية؟

في سياق دينامية متجددة بين الرباط وبكين، احتضنت العاصمة المغربية، يوم الخميس 12 يونيو 2025، ندوة فكرية نوعية نظمتها دار النشر “دار التوحيدي” تحت عنوان: العلاقات المغربية-الصينية في ظل 25 سنة من الحكم، بمشاركة شخصيات دبلوماسية وأكاديمية مرموقة، أبرزها سفير الصين بالمغرب، لي تشانغلين، ومديرة معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس، كريمة اليثربي.

لحظة وفاء تاريخية من السفير الصيني

في كلمة لافتة، استرجع السفير الصيني مشاهد من ذاكرة الدبلوماسية المغربية، متوقفًا عند فيديو نادر بثه الإعلام الصيني مؤخرًا، يظهر فيه الملك الراحل الحسن الثاني وهو يعبّر بوضوح عن دعم المغرب لانضمام الصين إلى الأمم المتحدة في الستينيات.

واعتبر لي تشانغلين أن هذا الموقف يعكس بُعد نظر السياسة المغربية، ولا يزال محفورًا في الذاكرة السياسية الصينية بكل احترام وامتنان.

من الاقتصاد إلى الشراكة الشاملة

وأوضح السفير أن الشراكة بين المغرب والصين تطورت من إطار اقتصادي تقليدي إلى تعاون استراتيجي متعدّد الأبعاد، يشمل البنية التحتية، الذكاء الاصطناعي، الطاقات المتجددة، والتعليم الرقمي.

كما أشار إلى الاهتمام المتزايد الذي توليه السفارة الصينية لقضية الصحراء المغربية، حيث جرى إعداد ترجمات رسمية وتحليلات معمقة بهذا الخصوص، ورفع توصيات مباشرة إلى بكين.

بوصلة التنمية جنوب-جنوب

بدوره، قدّم الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية، رؤية معمّقة للنموذج التنموي الصيني، واصفًا إياه بـ”الاستثنائي” لدمجه بين التخطيط بعيد المدى والجذور الحضارية العريقة.

ودعا المغرب إلى الاستفادة من التجربة الصينية في البحث والابتكار، مشيرًا إلى أن استثمارات الصين في هذا المجال تجاوزت 500 مليار دولار سنة 2024.

وأكد بوشيبة أن تعزيز الشراكة التكنولوجية بين الصين وإفريقيا بات ضرورة استراتيجية لتحقيق السيادة الرقمية والمعرفية للقارة، منوّهًا بأهمية دعم الصين الصريح لوحدة المغرب الترابية كجزء من التوازنات الجديدة في النظام العالمي.

رسائل رمزية تحمل إشارات دبلوماسية

تزامنًا مع الندوة، أطلقت السفارة الصينية بالمغرب تغريدات رمزية بمناسبة “اليوم الدولي للحوار بين الحضارات”، استشهدت فيها بمقتطفات من الدستور المغربي تُبرز تنوع الهوية الوطنية، بما في ذلك البُعد الصحراوي الحساني.

واعتبر محللون أن هذه الإشارات قد تكون تمهيدًا لموقف صيني أكثر وضوحًا في ملف الصحراء المغربية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة