أغنية تثير عاصفة في آسا: فنّ صادق أم إساءة مرفوضة؟

ليلى المتقي20 يونيو 2025آخر تحديث :
أغنية تثير عاصفة في آسا: فنّ صادق أم إساءة مرفوضة؟

أشعلت أغنية محلية بصوت شابة أعادت أداءها بتوزيع حديث، جدلًا واسعًا في مدينة آسا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب كلماتها التي وُصفت بأنها “انتقادية لاذعة” للوضع التنموي بالمدينة.
مقطع بعينه قال فيه المؤدّية: آسا ما فيها صلاح، ماهو كدرون، ولا هو ضوء، إلا الكاليبا تتنابح، كان كافيًا لإشعال موجة تفاعل متباينة، بين من رآها إهانة صريحة، ومن اعتبرها تعبيرًا فنّيًا صادقًا عن واقع محبط.

بين حرية التعبير وخطاب التجريح

رغم أن الأغنية ليست حديثة من حيث الكلمات، إلا أن إعادة توزيعها ونشرها بصيغة جديدة جعل منها حديث الساعة، وأعاد النقاش القديم-الجديد حول حدود الفن، وحرية التعبير، وأدوار الفنان تجاه مجتمعه.

منتقدو الأغنية: الفن ليس منصة للسخرية

يرى معارضو الأغنية أن ما ورد فيها من أوصاف للمدينة يندرج ضمن الاستهزاء والتقليل من شأن المجتمع المحلي، لا النقد البنّاء.
ويؤكد هذا التيار أن الفن يرتقي بالذوق والوعي، ولا يستسلم لموجة الترند أو لغة التنمّر، مشددين على أن آسا مدينة بتاريخها ورمزيتها، لا تستحق أن تُقدَّم بهذا الشكل القاتم.
بالنسبة لهؤلاء، الكلمات المستخدمة تفتقر للرقي وتغذّي نظرة سلبية لا تخدم طموحات الشباب ولا تُحفز على التغيير الإيجابي.

المدافعون: الفن مرآة للواقع… ولو كان قاسيًا

على الطرف الآخر، يدافع مؤيدو الأغنية عن مضمونها باعتباره نقدًا صريحًا ومشروعًا، يعكس حالة الإحباط التي يعيشها جزء من شباب آسا في ظل غياب الفرص التنموية وضعف البنية التحتية.
ويؤكد هؤلاء أن الأغنية لا تسعى للتجريح، بل تحاكي واقعًا معاشًا، وتطرح تساؤلات مشروعة يجب أن تُقلق المسؤولين لا الفنانين، داعين إلى التفاعل مع الرسالة بدل الاكتفاء بانتقاد الطريقة.

فن الواقع بين الصدق والمسؤولية

الجدل الدائر يعيد طرح السؤال الكبير: هل على الفن أن يُجمل الواقع أم يواجهه؟
في مدينة مثل آسا، الغنية بتاريخها وثقافتها، يظل الخط الفاصل بين الصدق الفني والمسؤولية المجتمعية رفيعًا.
وفي النهاية، يبقى الفن أداة قوية قادرة على إطلاق نقاش وفتح أعين، لكنه أيضًا مسؤولية لا يمكن فصلها عن أثر الكلمة وصداها في النفوس.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة