بقلم إدريس اسلفتو – ورزازات
ما تزال ساكنة دوار تسكايت، التابع لجماعة توندوت بإقليم ورزازات، تعيش عزلة قاسية في ظل الوضعية المأساوية للطريق الرابطة بين الدواوير المجاورة، والتي تحولت إلى مسالك موحلة تتخللها حفر عميقة، تعيق حركة التنقل وتُهدد السلامة الجسدية للسكان، خاصة في فصل الشتاء ومع أولى قطرات المطر.
حياة يومية معلّقة… المدارس بعيدة، والمستشفيات أصعب
تدهور الطريق لم يعد مجرد مشكل بنية تحتية، بل أزمة يومية تطال كل تفاصيل حياة السكان. الوصول إلى المدارس، المراكز الصحية، أو حتى السوق الأسبوعي أضحى مغامرة محفوفة بالمشقة والخطر.
وسائل النقل التقليدية لم تعد تصل إلى الدوار، مما زاد من معاناة المرضى، المسنين، والنساء الحوامل، الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى قطع المسافات سيرًا على الأقدام وسط ظروف قاسية.
حين يتقدّم الشباب بدل المسؤولين
في غياب أي تدخل رسمي، اختار شباب تسكايت مواجهة هذا الواقع بالأمل والعمل. فقد أطلقوا مبادرة ذاتية لإصلاح الطريق المتدهورة بوسائل بسيطة وسواعد متطوعة، في محاولة لفك العزلة ولفت انتباه الجهات المسؤولة.
هذه الخطوة العفوية التي تعكس وعيًا جماعيًا وغيرة محلية، صاحبتها نداءات متكررة من الساكنة، التي تطالب عبر مختلف الوسائط بـ إصلاح عاجل وشامل للطريق، إلا أن النداءات ظلت دون صدى، حسب ما أفاد به نشطاء محليون.
نداء إلى عامل الإقليم: “أنقذوا دوار تسكايت“
توجه ساكنة دوار تسكايت مناشدة مفتوحة إلى عامل إقليم ورزازات وجميع الجهات المعنية، من أجل التدخل الفوري لإصلاح الطريق وتعبيدها بشكل يضمن الاستدامة ويضع حدًا للعزلة التي تحاصر المنطقة منذ سنوات.
فالمطلب بسيط لكنه عميق الدلالة: حق في التنقل الكريم والولوج إلى الخدمات الأساسية، لا أكثر.
الطريق إلى الكرامة تمر من هنا
إن البنية التحتية ليست ترفًا تنمويًا، بل ركيزة من ركائز العدالة الاجتماعية.
والأمل أن تتحول هذه المطالب إلى مشاريع فعلية تُنصف الساكنة، بدل أن تبقى رهينة الوعود أو مغلّفة في تقارير المجالس المحلية.