في خطوة استباقية لمواجهة تصاعد خطر حرائق الغابات، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أنها ستشرع، ابتداءً من اليوم الجمعة 27 يونيو وإلى غاية 4 يوليوز المقبل، في نشر خرائط تنبؤية دقيقة تُحدد المناطق الأكثر عرضة لاشتعال النيران عبر التراب الوطني، وذلك استنادًا إلى معطيات علمية متقدمة تشمل نوعية الغطاء النباتي، والظروف المناخية، والطبوغرافيا المحلية.
إنذار أحمر في عدة أقاليم
وفق البلاغ الصادر عن الوكالة، تم تصنيف عدد من الأقاليم في مستوى خطورة قصوى (أحمر)، وهي:
طنجة أصيلة، وزان، العرائش، شفشاون، تازة، تاونات، الحسيمة، القنيطرة، بني ملال، أزيلال، الصخيرات تمارة، سلا، الرباط والخميسات.
كما تم تحديد مستوى الخطورة المرتفعة (برتقالي) في:
المضيق فنيدق، تطوان، فحص أنجرة، صفرو، خنيفرة، إفران، أكادير إداوتنان، تاوريرت، وجدة أنجاد، الناظور، بركان، الدرويش.
أما الخطورة المتوسطة (أصفر) فشملت:
سيدي سليمان، مكناس، الصويرة، بنسليمان، تارودانت.
تحذيرات صارمة للمواطنين والمصطافين
دعت الوكالة الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية، والعاملين بها، والمصطافين، إلى التحلي بأعلى درجات الحيطة والحذر، وتفادي كل نشاط قد يؤدي إلى اشتعال النيران، مع التأكيد على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي دخان أو سلوك مريب لدى السلطات المختصة.
التدخلات مستمرة… واليقظة تؤتي ثمارها
وفي تحديث لحصيلة الحرائق الأخيرة، كشفت الوكالة عن تسجيل 8 حرائق يوم الخميس 20 يونيو، منها ستة داخل الغابات واثنان خارجها، مؤكدة أن جميعها تمّت السيطرة عليها بفضل تدخلات منسقة ويقظة ميدانية عالية.
وقدرت المساحة المتضررة بحوالي 20 هكتارًا، توزعت على أقاليم تطوان (15 هكتارًا)، خنيفرة (3.5 هكتارات)، شفشاون (1.1 هكتار)، الخميسات، يدلت، الدار البيضاء، تازة وسيدي سليمان.
أرقام مطمئنة رغم التحديات
من جهة أخرى، سجل المغرب منذ فاتح يناير إلى غاية 20 يونيو 2025، 111 حريقًا فقط، أي أقل من المتوسط السنوي المسجل خلال العقد الأخير (130 حريقًا). كما بلغت المساحة المحروقة حوالي 130 هكتارًا، وهو ما يمثل تراجعًا بأربع مرات مقارنة بالمعدل العشري.
الخلاصة: التحسّب قبل الاشتعال
إطلاق خرائط التنبؤ يشكل نقلة نوعية في التحكم في المخاطر البيئية، ويعكس تطورًا ملحوظًا في منهجية التعامل مع حرائق الغابات بالمغرب، خصوصًا مع اقتراب ذروة الصيف.
ومع استمرار التهديد المناخي، يبقى الوعي الجماعي والتعاون بين المواطن والسلطات هو صمام الأمان الأول للحفاظ على الثروة الغابوية.