بقلم حسين أزهر
استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء بالرباط، الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق جاكوب زوما، مؤسس حزب “أومخونتو وي سيزوي (MK)”، في لقاء دبلوماسي يكتسي دلالات سياسية عميقة في سياق إفريقي متحوّل.
تحوّل في بوصلة المواقف: حزب زوما يدعم الحكم الذاتي
اللقاء يأتي في ظل تحوّلات إقليمية متسارعة، تشهد تراجعًا ملحوظًا في مواقف عدد من القوى السياسية الإفريقية تجاه قضية الصحراء المغربية.
حزب (MK)، الذي أسسه زوما نهاية 2023 بعد انشقاقه عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، أعلن دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، واصفًا إياها بـ”الإطار الواقعي والعملي” لحل هذا النزاع الإقليمي.
من معارضة إلى دعم: زوما يعيد رسم معادلات جنوب القارة
بعدما تولى رئاسة جنوب إفريقيا بين 2009 و2018، دخل جاكوب زوما مجددًا إلى الساحة السياسية بحزبه الجديد (MK)، الذي حقق مفاجأة انتخابية وأصبح ثالث قوة سياسية في البلاد.
هذا التحول في موقفه من قضية الصحراء يعزز وزن المقترح المغربي، ويُعد مؤشرًا على تراجع التأثير التقليدي للجبهة الانفصالية في جنوب القارة الإفريقية.
من الصدام إلى الشراكة: الرباط وبريتوريا على طريق جديد
اللقاء الذي جمع بوريطة وزوما لم يقتصر على الملف السياسي فقط، بل تطرّق أيضًا إلى تعزيز التعاون الثنائي، وتبادل الرؤى حول عدد من القضايا الإفريقية المشتركة.
الرسالة واضحة: هناك رغبة في تجاوز إرث التوترات القديمة، وبناء علاقات مغربية–جنوب إفريقية على أسس جديدة، واقعية، وتكاملية.
دينامية دبلوماسية مغربية تكتسب زخمًا جديدًا
زيارة زوما تحمل رسائل سياسية قوية، تؤكد أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يواصل كسب اعتراف إقليمي متزايد.
ففي وقت باتت فيه الشعارات الانفصالية تفقد بريقها، يرسّخ المغرب موقعه كفاعل دبلوماسي مسؤول داخل إفريقيا، ويعزز حضوره في المحافل الدولية عبر رؤية استراتيجية تستند إلى السيادة، والاستقرار، والانفتاح.