يبدو أن المغرب لم يعد مجرّد موقع تصوير بالنسبة للمخرج العالمي كريستوفر نولان، بل صار مصدر إلهام بصري متجدّد. فبعد أن حطّ الرحال في قصر آيت بن حدو بورزازات في فبراير الماضي، حيث جسّد ملامح مدينة طروادة الأسطورية ضمن مشاهد فيلمه المنتظر “الأوديسة” (The Odyssey)، اختار المخرج الأمريكي العودة مجددًا إلى المملكة، ولكن هذه المرة إلى الجنوب العميق، نحو عناق الصحراء والبحر في الداخلة.
من صقلية إلى الكثيب الأبيض.. كاميرا نولان تلتقط سحر الجنوب
بعد استكمال التصوير في صقلية وجزيرة فافينانا الإيطالية، وجّه نولان عدسته جنوبًا، نحو منطقة الكثيب الأبيض (La Dune Blanche)، الواقعة على بُعد حوالي 30 كيلومترا من مدينة الداخلة.
هذا الموقع الطبيعي النادر، برماله البيضاء التي تنغمس في مياه البحيرة الساحلية، شكّل خلفية بصرية مثالية لتصوير مشاهد جديدة من الفيلم، في توليفة جمالية يصعب تكرارها.
الكثيب الأبيض.. حين تلتقي السينما بجغرافيا الحلم
منطقة الكثبان الساحرة ليست فقط وجهة سياحية بامتياز، بل أصبحت اليوم استوديو مفتوحًا في الهواء الطلق، يستقطب عمالقة السينما.
البيئة الفريدة، والانسجام البصري بين الرمل والماء، والتنوع البيولوجي الذي يحتضنه المكان، جعل من “الكثيب الأبيض” نقطة جذب جديدة في سجل الإبهار السينمائي المغربي.
المغرب.. نجم متألق في سماء هوليوود
لا يمكن الحديث عن صناعة السينما العالمية اليوم دون الإشارة إلى الحضور المتزايد للمغرب على خارطة الإنتاجات الكبرى.
تنوعه الجغرافي، غناه الطبيعي، وثراء مواقعه التاريخية، جعلته في نظر نولان وغيره من كبار المخرجين، أرضًا مثالية لحكايات تتجاوز الواقع، وتصنع التاريخ بالصورة والمشهد.