في خطوة غير مسبوقة، قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إقالة الحكم الإيفواري دو نورمانديز من منصبه كمشرف على تطوير التحكيم، وذلك خلال اجتماع رسمي انعقد بتنزانيا تزامنًا مع بطولة “الشان”. القرار لم يأتِ من فراغ، بل جاء استجابة لاحتجاج مغربي قوي وعقلاني، حمّل المسؤولية للحكم عن أخطاء قاتلة في نهائي كأس إفريقيا للسيدات بين المغرب وجنوب إفريقيا.
فيديوهات وإثباتات مغربية… والكاف يُصغي أخيرًا
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لم تكتفِ بالاستياء، بل حرّكت المياه الراكدة داخل جهاز “الكاف” من خلال احتجاج رسمي مدعوم بفيديوهات تقنية، وثّقت ركلة جزاء واضحة تم التغاضي عنها في اللحظات الحاسمة من النهائي. هذا الحراك أثار زلزالًا داخل اللجنة التحكيمية وفتح نقاشًا عميقًا حول نزاهة الصافرة الإفريقية.
منصة التحكيم تنتظر وجوهًا جديدة من شمال إفريقيا
في قلب هذا الحراك، برزت دعوة مغربية صريحة لإعادة التوازن داخل لجنة التحكيم الإفريقية، من خلال ترشيح أسماء من العيار الثقيل، مثل المغربي رضوان جيد والمصري عصام عبد الفتاح، لتعزيز التمثيلية المغاربية في مواقع القرار. كما طُرح اسم الحكم الغامبي بكاري جاساما كخليفة محتمل لرئاسة اللجنة، في مؤشر على رغبة الكاف في ترميم صورة التحكيم القاري.
من الاحتجاج إلى الإصلاح… هل بدأت ثورة العدالة التحكيمية؟
ما حدث ليس مجرد إقالة، بل رسالة واضحة بأن زمن التساهل مع “الأخطاء العفوية” قد ولى. فالضغط المغربي، المتزن والموثق، أعاد الاعتبار لمبدأ الشفافية التحكيمية، وفتح بابًا واسعًا لإصلاحات شاملة في منظومة لطالما أثارت الجدل.