في إنجاز أمني وإنساني استثنائي، أعلنت حكومة مالي مساء الاثنين عن تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة كانوا قد اختُطفوا في يناير الماضي بشمال شرق بوركينا فاسو، في منطقة تُعرف بنشاط الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها فرع “داعش” في الساحل.
188 يوماً من الأسر في قبضة الإرهاب… والنهاية بالنجاة
السائقون الأربعة تم اختطافهم في 18 يناير 2025، أثناء عبورهم منطقة حدودية ملتهبة بين بوركينا فاسو والنيجر، من قبل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية في ولاية الساحل“، أحد أخطر فروع “داعش” النشطة في المنطقة.
عملية استخباراتية معقدة تنتهي بالتحرير دون خسائر
البلاغ الصادر عن حكومة مالي، ونقلته القناة الرسمية، أكد أن عملية التحرير تمت بنجاح مساء الأحد 3 غشت 2025، بعد تنسيق أمني عالي المستوى بين جهاز الوكالة الوطنية لأمن الدولة في مالي ونظيره المغربي المديرية العامة للدراسات والمستندات.
تعاون استخباراتي مغربي-مالي يُفكك خيوط الصمت
النجاح في تحرير الرهائن جاء ثمرة تعاون استخباراتي هادئ ودقيق، جسّد قوة الشراكة الأمنية بين الرباط وباماكو في مواجهة أخطار الإرهاب العابر للحدود، في منطقة باتت ساحة مفتوحة لتنامي الجماعات المسلحة والانفلات الأمني.
من شاحنات الأمل… إلى جحيم الصحراء ثم العودة للحياة
لم يكن السائقون الأربعة مجرد ضحايا حادث اختطاف، بل رموزًا لمأساة إنسانية عابرة للحدود، حيث تحوّلت رحلة العمل إلى كابوس من الخوف والصمت والانتظار، قبل أن تنتهي بانفراجة أعادت لهم الحياة، ولعوائلهم النبض بعد شهور من الترقب القاتل.
التحرير ليس النهاية… والمنطقة لا تزال تحت النار
رغم هذا الخبر السار، يظل الوضع في منطقة الساحل محفوفًا بالمخاطر، في ظل تفشي الجماعات الإرهابية، وضعف الدولة المركزية في بعض البلدان. ويؤكد هذا الحادث ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتجفيف منابع الإرهاب، وحماية أرواح الأبرياء العاملين في الميدان.