بعد سنوات من العمل المتواصل والتنسيق العسكري رفيع المستوى، أعلن رسميًا عن اكتمال تصنيع محركات مقاتلات “F-16 بلوك 72+” التي اقتناها المغرب في صفقة استراتيجية مع الولايات المتحدة. خطوة تفتح الأجواء أمام دخول سلاح الجو المغربي إلى مرحلة جديدة من الجاهزية والردع.
محركات جاهزة.. والإقلاع يقترب
في يوليوز الماضي، أنهت شركة برات آند ويتني الأمريكية تصنيع 29 محركًا من طراز F100-PW-229 EEP، خصص المغرب منها 25 للطائرات و4 كاحتياط استراتيجي للصيانة والدعم الفني. هذا الإنجاز يضع اللمسات الأخيرة قبل بدء مرحلة التجميع والتسليم.
ورجّحت تقارير أن تبدأ أولى المقاتلات بالوصول أواخر 2025 أو بداية 2026، بعد تأخيرات تقنية عالمية بسبب الضغط على خطوط إنتاج F-16 وتحول الأولوية إلى طائرات الجيل الخامس F-35.
خوذات ذكية ورادارات الجيل الخامس
الصفقة لم تقتصر على الطائرات فحسب، بل شملت باقة متكاملة من الأنظمة القتالية المتطورة لتعزيز التفوق الجوي المغربي، أبرزها:
- 40 خوذة JHMCS ونظام تصويب متكامل عبر الخوذة
- 26 رادار AN/APG-83 SABR بتقنية AESA
- معدات طيران إلكترونية متقدمة تعزز وعي الطيار بالبيئة القتالية
تسليح نوعي… من الجو إلى البحر
لتأمين السيطرة الكاملة على المجالين الجوي والبحري، جُهزت المقاتلات الجديدة بمنظومات تسليحية فائقة الدقة والقدرة:
- صواريخ AIM-120C-8 بمدى 180 كلم لمهام جو-جو بعيدة المدى
- قنابل SDB لاختراق التحصينات بدقة عالية (مدى 110 كلم)
- صواريخ Harpoon لضرب الأهداف البحرية بدقة (مدى 180 كلم)
- قنابل JDAM GBU-31 موجهة عبر الأقمار الصناعية لاختراق الأهداف الصلبة (مدى 120 كلم)
صفقة بأكثر من 4 مليارات دولار لتأمين السيادة الجوية
وقّع المغرب عام 2019 صفقة تاريخية بقيمة تفوق 4 مليارات دولار لاقتناء 25 مقاتلة جديدة من نوع F-16V وتحديث 23 أخرى. صفقة شاملة تغطي الطائرات، الأسلحة، التدريب، قطع الغيار، والدعم الفني طويل الأمد.
تُعد هذه الطائرات الأحدث ضمن ترسانة F-16 عالميًا، وتمنح القوات الجوية المغربية نقلة نوعية في الكفاءة العملياتية والدفاعية، لتصبح المغرب أول دولة إفريقية تُشغّل هذه النسخة فائقة التطور.
المغرب يرفع السقف في سباق التسلح الإقليمي
مع اقتراب دخول هذه المقاتلات للخدمة، يُثبت المغرب مجددًا التزامه بتحديث قواته الجوية ورفع جاهزيته الإستراتيجية، في سياق إقليمي متحول، يشهد سباقًا متسارعًا نحو امتلاك أنظمة الردع والهيمنة الجوية.
الرسالة واضحة: سماء المغرب تحت الحماية… ومن يقترب سيتلقى الرد في مداه الأقصى.