في سن التاسعة عشرة فقط، وجد رشاد فتال نفسه في قلب معركة كروية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر. المهاجم الشاب، المولود في إسبانيا لأبوين مغربيين، يملك الحق في الدفاع عن ألوان منتخب المغرب أو الانضمام إلى إسبانيا، حيث وُلد وترعرع.
إسبانيا تفتح الباب… والمغرب يترقب
صحيفة The Athletic كشفت أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم وضع اسم فتال ضمن القائمة الموسعة لمنتخب الشباب، في خطوة وُصفت بمحاولة استباقية لإقناعه بحمل قميص “لاروخا”. المغرب، من جهته، يعوّل على جذوره العائلية وظهوره السابق مع منتخب أقل من 20 عاماً لترجيح كفته.
رحلة صعود من مورسيا إلى مدريد
ولد فتال في 16 يناير 2005 بمدينة توري باتشيكو، بإقليم مورسيا. بدايته مع نادي ألميريا كانت لافتة؛ موسم استثنائي أحرز خلاله قرابة 30 هدفاً في دوري الشباب، ما فتح له أبواب الفريق الأول في الدوري الإسباني وكأس الملك. نجاح لم يمر مرور الكرام، إذ دفع ريال مدريد للتعاقد معه هذا الصيف مقابل مليون يورو، وإلحاقه بكتيبة “كاستيا”، حيث يواصل التوقيع على أهداف حاسمة.
تجارب مزدوجة تعيد رسم المشهد
قضية فتال تعيد للأذهان قصص لاعبين آخرين من أصول مزدوجة، مثل لامين يامال الذي اختار إسبانيا، وبراهيم دياز الذي فضّل المغرب. فتال بدوره لا يزال بين خيارين: فقد مثّل منتخب إسبانيا لأقل من 17 عاماً (3 مباريات/هدفان) وشارك أيضاً مع المغرب تحت 20 عاماً (7 مباريات/هدفان)، لكنه لم يحسم مستقبله الدولي بعد.
ما وراء الملعب: سؤال الانتماء
بعيداً عن الأرقام والأهداف، يطرح ملف فتال سؤالاً أعمق: لمن ينتمي لاعب شاب يعيش بين هويتين، كلتاهما تملك مكانة في قلبه؟ هل يحسم الولاء بالذكريات العائلية وصوت الجذور، أم بانفتاح الفرص في إسبانيا؟ في النهاية، يظل قراره القادم أكثر من مجرد اختيار رياضي؛ إنه إعلان هوية ومسار حياة.