بينما انطلقت صافرات الدوريات العربية إيذاناً بعودة المتعة الكروية، فضّلت العصبة الوطنية لكرة القدم في المغرب تأجيل انطلاق الموسم الكروي الجديد، مراهِنةً على عودة لاعبي المنتخب المحلي المشاركين في كأس إفريقيا للمحليين “الشان”.
قرار التأجيل… منطق الإنصاف قبل كل شيء
كان من المقرر أن تبدأ البطولة الاحترافية اليوم، لكن العصبة أعلنت تأجيلها إلى 12 شتنبر المقبل. التبرير الرسمي واضح: ضمان تكافؤ الفرص بين جميع الفرق، وإتاحة الفرصة للأندية لخوض المباريات بكامل عناصرها، بعيداً عن غياب قسري قد يخل بمسار المنافسة.
27 لاعباً يغيّبون انطلاقة الدوري
الأرقام تؤكد أن 27 لاعباً مغربياً من أندية البطولة يشاركون حالياً في “الشان”. نهضة بركان يتصدر القائمة بـ7 لاعبين، يليه الرجاء الرياضي بـ5، الجيش الملكي بـ4، ثم الوداد والفتح بـ3 لكل منهما، فيما اكتفت أندية أخرى بلاعب أو اثنين.
لكن معطيات صادرة عن موقع “ترانسفير ماركت” تكشف مفارقة لافتة: الأندية الكبرى تمتلك ترسانات بشرية واسعة. الوداد يضم 40 لاعباً يغيب منهم 3 فقط، الرجاء 25 يغيب منهم 5، والجيش الملكي 25 يغيب منهم 4، بينما نهضة بركان يملك 24 يغيب منهم 7.
قراءة الخبراء: الواقعية تغلُب الأرقام
المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف يرى أن قرار التأجيل “في محله“، مبرراً ذلك بحاجة المدربين لبدء الموسم بالتشكيلة الأساسية، ومنح اللاعبين العائدين فترة راحة واندماج تدريجي مع خططهم. العملية، بحسبه، تستغرق بين 12 و15 يوماً، ما يجعل التأجيل منطقياً.
توافق لا احتجاج فيه
اللافت أن القرار مرّ بإجماع الأطراف المعنية. لم تُسجَّل أي أصوات احتجاجية من الأندية، ما يعكس توافقاً حول أن مصلحة اللعبة والعدالة التنافسية أولى من استعجال العودة.