إعداد : منير بناني
في خطوة تحمل رمزية عميقة ورسالة استراتيجية، عيّن الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان القوات المسلحة الملكية، اللواء عبد الله بوطريج مديرًا عامًا للمديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات (DGSSI).
القرار، الذي نُشر عبر بلاغ رسمي صباح الإثنين، يأتي كتتويج لجهود المغرب في تعزيز أمنه السيبراني وترسيخ موقعه كفاعل إقليمي في حماية الفضاء الرقمي، رهان الانتقال الرقمي القادم.
رجل تكنولوجي بملامح عسكرية
عبد الله بوطريج ليس مجرد ضابط سامٍ، بل هو مهندس بمسار أكاديمي صلب. تخرج من المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA)، وسبق له أن عبر بوابة الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس – دفعة 1987. مساره لم يتوقف عند حدود التدريب العسكري، بل صعد إلى مستويات عليا من التكوين: دورة الأركان، دورة الدفاع العالي، ثم درجة الماجستير في الأمن والدفاع من الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا.
من قاعات التدريب إلى مفترق القرار
طيلة مسيرته، تولى بوطريج مناصب قيادية رسمت بصمته في عالم التكنولوجيا العسكرية: مدير المساعدة والتدريب والمراقبة والخبرة في DGSSI، قبل أن ينتقل إلى منصب نائب مفتش الاتصالات بالقوات المسلحة الملكية. كل محطة كانت بمثابة إعداد لموعد اليوم، حيث يلتقي مساره العسكري مع رهانات الأمن الرقمي للمغرب.
الفضاء السيبراني… ساحة معركة جديدة
لم يعد الأمن السيبراني مجرد تفاصيل تقنية، بل تحول إلى جبهة صامتة تحدد أمن الدول واستقلال قرارها. تعيين بوطريج يأتي ليؤكد أن المغرب يعتبر أمن فضائه الرقمي امتدادًا لسيادته الترابية، وخطًا أحمر لا يقل أهمية عن حماية حدوده.