إعداد : منير بناني
ليلة الأحد 31 غشت 2025 لم تكن عادية في مطار زاكورة. فبينما غابت الأرواح عن دائرة الخطر، التهمت النيران برج المراقبة الجوية، القلب النابض للملاحة في الجنوب الشرقي. الحادث وقع في لحظة كان البرج خالياً من الموظفين، ما حال دون خسائر بشرية، لكنه ترك وراءه صدمة كبيرة وأسئلة مفتوحة حول جاهزية البنية التحتية.
مكتب المطارات يلتزم الصمت والتحقيقات جارية
حتى الآن، لم يصدر المكتب الوطني للمطارات أي توضيحات رسمية، فيما تؤكد المصادر أن الأبحاث التقنية والإدارية انطلقت لتحديد الأسباب الحقيقية لاشتعال النيران. وفي غياب بيان رسمي، تظل الشائعات والتكهنات سيدة الموقف.
الطيران لم يتوقف… لكن ببدائل اضطرارية
رغم الحريق، لم تُشل حركة الطيران بالكامل. برج ورزازات تولى مهام التواصل الراديوي مع الطائرات، ما سمح باستمرار الرحلات التجارية المنتظمة للخطوط الملكية المغربية. وفي خطوة احترازية، أصدر المكتب الوطني للمطارات إشعاراً جوياً (NOTAM) يؤكد خروج برج زاكورة عن الخدمة وتحويل المراقبة مؤقتاً إلى الدار البيضاء.
معركة الإطفاء: سباق مع الزمن
فرق الوقاية المدنية، مدعومة بعناصر الإطفاء الخاصة بالمطار، تدخلت بسرعة لمحاصرة النيران. البنية الداخلية للمطار، المزودة بوحدة إطفاء، ساهمت في تسريع السيطرة على الحريق ومنع تمدده إلى مرافق أخرى.
هشاشة الموارد البشرية في مطار استراتيجي
معطيات مهنية كشفت أن مطار زاكورة يضم فقط مراقبين جويين اثنين، أحدهما يضطلع في الآن نفسه بمهام تسيير المطار بالنيابة. وضع يعكس الهشاشة البنيوية التي تهدد استمرارية خدمات المراقبة الجوية في مطارات جهوية حساسة.
أهمية مطار زاكورة تتجاوز الأرقام
رغم تواضع أرقامه (3.583 مسافراً فقط في 2025، بتراجع 15% عن السنة السابقة)، يظل المطار شرياناً حيوياً لربط الجنوب الشرقي بالمركز. ثلاث رحلات أسبوعية نحو الدار البيضاء تمثل lifeline لسكان جهة درعة-تافيلالت وزوارها، وتجعل من إعادة تأهيل برج المراقبة أولوية قصوى ليس فقط للملاحة الجوية، بل للتنمية المحلية والسياحة أيضاً.