في خطوة تعزز الحضور المغربي في المحافل الدولية، شارك المدير العام للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، سعيد ملين، في مؤتمر دولي رفيع المستوى حول التنظيم في مجالي السلامة النووية والإشعاعية، نظمته الهيئة الوطنية للرقابة النووية الجنوب إفريقية احتفالًا بمرور 25 سنة على تأسيسها، يومي 28 و29 أكتوبر ببريتوريا.
مناقشة السياسات والمعاهدات… وسدّ الفجوة بين الالتزامات والعمل
ألقى ملين كلمة مؤثرة خلال جلسة محورية بعنوان “سد الفجوة بين الالتزامات العالمية والعمل الوطني”، ركّز فيها على أهمية المواءمة بين المعايير الدولية والسياسات الوطنية، مشددًا على أن السلامة النووية لا تتحقق بالشعارات، بل عبر أطر تنظيمية قوية ومتكاملة.
الجلسة شهدت نقاشًا عميقًا حول الدور الذي تلعبه المدرسة الإفريقية التابعة للوكالة المغربية، بوصفها منصة لتأهيل الكفاءات الإفريقية وتطوير الأنظمة الوطنية للسلامة النووية، بما يضمن حماية الإنسان والبيئة من المخاطر الإشعاعية.
“المدرسة الإفريقية”.. رؤية مغربية لنهضة قارية
المدرسة الإفريقية التي ترعاها الوكالة المغربية تحولت إلى نموذج إقليمي رائد في تكوين الأطر وتعزيز ثقافة الأمان النووي، إذ تتيح للدول الإفريقية الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال التشريع، والمراقبة، والتدريب، مما يسهم في بناء إطار إفريقي موحّد قائم على الثقة والتعاون.
التزام راسخ بالتعاون جنوب-جنوب
وأكد بلاغ الوكالة أن مشاركة المغرب في هذا الحدث تأتي في سياق استراتيجية طويلة المدى ترمي إلى ترسيخ التعاون جنوب–جنوب في مجالات الأمن والسلامة والشفافية النووية.
وتُعد هذه المبادرة امتدادًا لالتزام المملكة بتطوير ثقافة السلامة المستدامة، كركيزة لحماية الساكنة والبيئة من أي أخطار محتملة.
إشعاع دبلوماسي وتقني من الرباط إلى بريتوريا
بهذا الحضور القوي، يواصل المغرب تثبيت مكانته كفاعل مسؤول في محيطه الإفريقي، يجمع بين الخبرة التقنية والرؤية الإستراتيجية، مؤكدًا أن الأمن النووي ليس فقط مسألة علمية، بل قضية سيادة وتعاون وإنسانية مشتركة.














