إعداد: أمين دنون
صدمة أولياء الأمور: رسوم جديدة وسط انطلاق الدراسة
مع بداية الموسم الدراسي الحالي، أثارت تحولات مفاجئة في تدبير النقل المدرسي بإقليم ورزازات موجة من الاستياء وسط أولياء التلاميذ، خاصة في المناطق القروية. الانتقال إلى جمعية إقليمية جديدة لتسيير الأسطول جاء بدون أي حوار مسبق مع الأسر، ما فاجأ المواطنين بقرارات غير متوقعة وفرض رسوم سنوية تصل إلى 1000 درهم للتلميذ، تؤدى على دفعتين، في وقت ارتفعت فيه أسعار الكتب والأدوات المدرسية، مما أثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة.
تحوّل جذري في أسلوب التدبير
محمد بهري، فاعل جمعوي في منطقة إزناكن، أوضح أن النقل المدرسي كان يُدار سابقاً من طرف جمعية محلية بشكل مجاني، خاصة للتلاميذ بالمدرسة الجماعاتية، قبل أن تنتقل المسؤولية إلى الجمعية الإقليمية الجديدة، وهو تغيير مفاجئ أثار جدلاً واسعاً. هذا القرار دفع بعض الأسر إلى القلق بشأن قدرة أبنائهم على الاستمرار في الدراسة في حال عدم تمكنهم من دفع الرسوم.
الجمعية الإقليمية توضح موقفها
من جانبه، قال يوسف بنيحي، رئيس المجلس الإداري للجمعية الإقليمية للنقل المدرسي، إن الرسوم السنوية الفعلية تم تحديدها بـ300 درهم للتلميذ (30 درهم شهرياً)، تُدفع على دفعتين، مع إعفاء التلميذ الثالث والرابع والخامس من أي رسوم إضافية جزئياً أو كلياً، في محاولة لتخفيف العبء المالي عن الأسر.
كما أكدت الجمعية على تبسيط المساطر الإدارية، بحيث يُسجل التلميذ مرة واحدة فقط في الموقع الرسمي، ويُدفع واجب الانخراط على دفعتين، مع استفادة التلاميذ من المناطق البعيدة (أكثر من 18 كلم) من النقل الداخلي الكامل، وتوفير وجبة غذاء للتلاميذ المقيمين على بعد 10 إلى 15 كلم.
استثمار أوقات الفراغ وتطوير الأسطول
في إطار الاهتمام بالتربية غير الصفية، أعلنت الجمعية عن فتح نقاط للقراءة وخزانات مطلعة في كل مركز بشراكة مع مديرية الثقافة والشباب، لتشجيع التلاميذ على القراءة وتنمية مهاراتهم خارج ساعات الدراسة الرسمية.
كما تم إصلاح أسطول النقل المدرسي ليصبح مكوناً من 230 سيارة، مع خطط لإضافة المزيد مستقبلاً، وتسعى الجمعية لتوحيد تسعيرة النقل اعتماداً على المسافة المقطوعة، بالتعاون مع المجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
بين الجدل والشفافية: طريق طويل لضمان الحقوق
القضية تكشف حساسية النقل المدرسي في المناطق القروية وأهمية الحوار الشفاف مع الأسر لضمان استمرار التلاميذ في الدراسة دون عراقيل مالية. الجمعية أكدت أن كل التفاصيل متاحة عبر الموقع الرسمي، في خطوة نحو الشفافية وتسهيل متابعة الأهالي لمسار أبنائهم، وسط أمل في أن توازن الإجراءات بين استدامة الخدمة وتخفيف الأعباء عن الأسر.