ينحدر صلاح الدين ماحي من دوار ورلاغ بجماعة أفورار في إقليم أزيلال، منطقة جبلية تعكس صورة القرى المغربية النائية بتحدياتها وقسوة ظروفها. هناك، بدأ أولى خطواته الدراسية قبل أن ينتقل إلى ثانوية سد بين الويدان، حيث نال شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الرياضية سنة 2012.
رحلة التفوق عبر التعليم العالي
بعد نجاحه في الباكالوريا، التحق ماحي بالأقسام التحضيرية في بني ملال، ليواصل مساره لاحقاً في المدرسة الحسنية للمهندسين بالدار البيضاء، حيث تخصص في الهندسة المدنية. مثابرته لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ حاز على شهادة الماستر من المؤسسة نفسها، في مسار يؤكد إيمانه بالمعرفة كطريق أساسي للارتقاء.
من الشركات الخاصة إلى المشاريع الوطنية
خاض ماحي تجربة مهنية قصيرة مع شركة متعددة الجنسيات في الدار البيضاء، قبل أن يلتحق بوزارة التجهيز في الرباط. هناك أشرف على عدد من المشاريع الكبرى، مراكماً خبرة ومسؤولية. وجاءت اللحظة المفصلية حين كُلِّف مؤخراً بإدارة وتسيير مشروع بناء التحفة الرياضية، ملعب مولاي عبد الله بالعاصمة، إلى جانب ولي العهد ومسؤولين كبار.
نموذج للأمل والجدارة
قصة صلاح الدين ماحي تتجاوز سيرة شخصية إلى رسالة أوسع: أن الكفاح والاجتهاد والعلم قادرة على فتح الأبواب، حتى أمام أبناء القرى البعيدة. تجربته تبرهن أن النجاح لا يرتبط بالنفوذ أو الامتيازات الاجتماعية، بل بالإصرار والجدية.
من الهامش إلى واجهة الوطن
اليوم، يقف ابن أزيلال على خط المشاريع الوطنية الكبرى، شاهداً على أن المغرب يزخر بكفاءات شابة قادرة على قيادة التنمية من القرى إلى المدن. مساره يزرع الأمل في نفوس شباب المناطق المهمشة، ويؤكد أن أحلامهم قابلة للتحقق حين تُمنح لهم الفرصة ويُعترف بقدراتهم.