إعداد: أمين دنون
لم يكن الطريق مفروشًا بالتصفيق والأضواء أمام حسام أمير. خريج “النجم الشعبي” والحاصل على ماستر في التسيير والتدبير، بدأ مساره كإطار بنكي بين دفاتر الحسابات والأرقام الباردة. غير أن داخله كان يعج بصوت آخر، أقوى من ضجيج الآلات الحاسبة: صوت العيطة، ونداء الشعبي. قرار ترك الاستقرار الوظيفي لم يكن سهلاً، لكنه شكّل نقطة تحول جعلت منه رمزًا للشاب الذي يفضّل المغامرة وراء شغفه على البقاء رهين الأمان.
“حكّام الرجال”… أصالة تتجدّد
اليوم، يطل حسام أمير بعمله الجديد “حكّام الرجال”، في إعادة إحياء معاصرة لإحدى روائع العيطة المغربية. اختار أن يحافظ على الأصالة، وفي الوقت ذاته يجدد في الأسلوب، ليمنح الجمهور عملاً ينطق بروح الماضي لكنه يخاطب آذان الحاضر. الأغنية لم تكن مجرد إصدار جديد، بل بصمة أولى في درب النجومية، وإعلان واضح أن التراث المغربي لا يزال حيًا، وقادرًا على ملامسة الأجيال بروح متجددة.
صوت شاب ينسج بين الشعبي والعصري
بصوته المتفرّد وقدرته على التنقل بين الأنماط، يبرهن حسام أمير أنه ليس مجرد مؤدٍ للشعبي أو العيطة، بل فنان متعدد الألوان. يتقن الكلاسيكيات الشعبية كما يؤدي الأنماط العصرية بسلاسة، ما يرسّخ مكانته كصوت واعد في سماء الأغنية المغربية، يجمع بين الحنين إلى الماضي وجرأة المستقبل.
حين يتحول الحلم إلى مدرسة
قصة حسام أمير تتجاوز حدود الفن. إنها حكاية عن الإيمان بالشغف، عن الشجاعة في مواجهة المألوف، وعن شباب مغاربة يقررون أن يصنعوا مسارهم بأصواتهم لا بشهاداتهم وحدها. من بين جدران المصرف إلى خشبة المسرح الشعبي، يكتب أمير درسًا جديدًا: أن الفن ليس مجرد مهنة، بل حياة كاملة.