كاتب رآي : هشام العلوي
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك الموازين، لم يعد التهديد الأكبر للوطن يأتي من وراء الحدود، بل من الداخل. الخطر اليوم يتخفى تحت عباءة الوطنية، يرفع الشعارات في العلن ويبيع الولاء في الخفاء، يتحدث باسم الانتماء فيما هو يطعن الوطن تحت الطاولة.
حين تُحكم الشعوب بالمال لا بالعلم
لقد ارتقى الوصوليون على أكتاف الشرفاء، فاستبدلنا الكفاءة بالزبونية، والمعرفة بالمال، حتى انقلبت الأدوار؛ إذ أُذل الأسياد وصعد الأراذل. كل صوت صادق صار مستهدفاً، لأن الحقيقة تكشف زيفهم، والنزاهة تهدد عروشهم المبنية على الغش والرياء.
المؤسسات.. العمود الفقري للوطن
رغم كل ذلك، يظل الوعي الشعبي مدركاً أن قوة المغرب تكمن في صون مؤسساته. فهي العمود الفقري للدولة، وضمانة الاستقرار. من يستهدفها إنما يعبث بأمن البلاد ومستقبلها. غير أن الخطر الأعظم هو أولئك الذين يتحدثون باسمها بلا شرعية أخلاقية ولا مجتمعية، يبيعون الوهم للناس ويستغلون اسم الوطن كستار لفسادهم.
صمت الشرفاء وصخب الفاسدين
المشهد اليوم مؤلم: الشرفاء ينسحبون إلى الظل، بينما يتصدر الفاسدون المنابر بلا حياء، يوزعون صكوك الوطنية وكأنها ملكية حصرية لهم. إنهم العدو الخفي، يطعنون الوطن من الداخل بينما يتظاهرون بالدفاع عنه.
لا وطن بلا صدق
قد يكون الثمن باهظاً، لكن الصمت خيانة. فالوطن لا يقوم على الخداع، ولا يستقر مع خيانة مقنّعة بشعارات زائفة.
الكلمة الصادقة اليوم هي سلاح المقاومة الحقيقي: لا وطن بلا صدق، ولا استقرار مع فسادٍ يتخفى في عباءة الوطنية.