في مشهد غير مسبوق، خرج أكثر من 600 مواطن ومواطنة من جماعة آيت عباس بإقليم أزيلال، في مسيرة سلمية قطعت أزيد من 60 كيلومترا، للمطالبة بأبسط حقوق العيش الكريم. لكن المسيرة، التي ضمت سكان 11 دواراً، اصطدمت بما وصفته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بـ”الحصار والقمع والاعتقال”، ما دفع المحتجين إلى التلويح بخيار مقاطعة الدخول المدرسي كخطوة تصعيدية.
أوضاع “كارثية” وصوت لا يجد آذاناً
بيان الجمعية، الصادر عن مكتبها الجهوي ببني ملال-خنيفرة، وصف واقع المناطق الجبلية بـ”الكارثي”: هشاشة بنيوية، ضعف في الخدمات الأساسية، وغياب مرافق عمومية كفيلة بتأمين أبسط شروط الحياة.
مطالب الساكنة ليست وليدة اللحظة؛ فمنذ 2016 وهم يرفعون نفس الشعارات، لكن دون أن يجدوا استجابة حقيقية من السلطات المعنية.
“تعذبتو ومزال غادي تعذبو“
الجمعية أدانت بشدة ما سمته بـ”التعنيف الجسدي” الذي تعرض له المحتجون، إضافة إلى توقيف نحو 20 مواطناً قبل الإفراج عنهم لاحقاً. لكن الشرارة الأكثر استفزازاً جاءت من مسؤول خاطب السكان بعبارة: “تعذبتو ومزال غادي تعذبو“، ما أثار موجة غضب ودفع الجمعية إلى المطالبة بإعفائه ومحاسبته.
دعوة للمحاسبة وإنهاء سياسة الإهمال
البيان حمّل السلطات المحلية والمنتخبة، وعلى رأسها عامل الإقليم، مسؤولية تفاقم الاحتقان والهشاشة، واعتبر أن سياسة “الإهمال والقمع” صارت قاعدة في التعامل مع الحركات الاحتجاجية.
الجمعية طالبت بتدخل فوري للاستجابة لمطالب ساكنة آيت عباس، باعتبارها حقاً إنسانياً قبل أن تكون ملفاً اجتماعياً.
تضامن مفتوح ونضال مستمر
في ختام بيانها، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن تضامنها الكامل مع سكان الدواوير، وأكدت استعدادها لدعم كافة الأشكال النضالية المشروعة دفاعاً عن الكرامة والحقوق.
كما دعت جميع القوى الديمقراطية والتقدمية بالجهة إلى توحيد الجهود في سبيل انتزاع الحقوق وتحصين كرامة الإنسان في أزيلال وكل مناطق الهامش.