في خطوة غير مسبوقة، أوفد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، لجنة مركزية إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير، في مؤشر واضح على حجم الأزمة التي يعيشها هذا المرفق الصحي المرجعي. اللجنة، التي تضم ممثلين عن مختلف مصالح الوزارة، باشرت عملها منذ أسبوع، مركزة على تحسين ظروف العمل، توفير الأدوية الأساسية، تقليص آجال المواعيد، ودعم الموارد البشرية.
أرقام تكشف حجم الانفجار الصحي
لمياء شاكري، المديرة الجهوية للصحة بجهة سوس ماسة، لم تُخفِ أن الضغط على المستشفى بلغ مستويات قياسية خلال النصف الأول من سنة 2025: أكثر من 33 ألف حالة مستعجلات في ستة أشهر (بمعدل 250 حالة يوميًا)، 1760 عملية جراحية مستعجلة، 3000 حالة ولادة بينها 668 قيصرية، إضافة إلى آلاف الفحوصات بالأشعة والرنين المغناطيسي. أرقام تعكس عجز البنية الحالية عن الاستجابة.
اتفاقية ضخمة لإنقاذ المستشفى
ردّ الوزارة والجهات المحلية جاء عبر اتفاقية شراكة تاريخية بين وزارة الصحة، جهة سوس ماسة، وجماعة أكادير، بغلاف مالي يناهز 20 مليار سنتيم. الاتفاقية تروم إعادة تأهيل المستشفى وتجهيزه بمعدات متطورة، على أن تنطلق الأشغال خلال الأسابيع المقبلة.
موارد بشرية.. ومطالب بالجودة
شاكري شددت على أن الوزارة ضاعفت مناصب التوظيف منذ 2023، ما مكّن المستشفى من تعزيز كفاءاته الطبية والتمريضية. كما تم إلزام الشركات المتعاقدة في مجالات النظافة والأمن والاستقبال باحترام دفتر التحملات لتحسين ظروف استقبال المرضى.
مأساة وفيات الولادة تحت المجهر
المديرة الجهوية عبّرت عن أسف عميق بخصوص حالات الوفيات المسجلة في قسم الولادة، مقدمة التعازي لأسر الضحايا، مؤكدة أن دراسة علمية دقيقة قيد الإنجاز لتحديد الأسباب بموضوعية وشفافية.
مشاريع صحية لتخفيف العبء
رغم الأزمة، انطلقت عدة مشاريع داعمة: مصحة النهار لتقليص آجال المواعيد، مركز الترويض الطبي لدعم الأشخاص في وضعية إعاقة، ومستشفى الأمراض النفسية الجديد بطاقة 120 سريرًا. كما جرى تدشين 79 مركزًا حضريًا وقرويًا للرعاية الأولية مجهزة بتقنيات حديثة.
أفق جديد مع المستشفى الجامعي
الأمل الأكبر يظل في المستشفى الجامعي الجديد بأكادير، بطاقة استيعابية تصل إلى 950 سريرًا، وتجهيزات من المستوى الثالث، وخدمات طبية متقدمة تتيح التكفل بالحالات المعقدة، إضافة إلى دوره في التكوين والبحث العلمي.