شهدت فعاليات الدورة الرابعة للمعرض التجاري الأفريقي الداخلي بالجزائر خلال شتنبر الجاري مشهداً لافتاً، بعدما رفض الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني مقترح نظيره الجزائري عبد المجيد تبون لعقد لقاء مع زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، في خطوة اعتُبرت انتكاسة دبلوماسية جديدة للجزائر.
تحفظ واضح وصادم
مصادر مطلعة أكدت أن الرئيس الموريتاني تحفظ بشكل قاطع على المبادرة الجزائرية، ما شكّل صدمة للأوساط الدبلوماسية الجزائرية التي كانت تراهن على إقناع نواكشوط بالانخراط في أجندتها المرتبطة بملف الصحراء المغربية.
رمزية الصور والجلسات الافتتاحية
الأكثر لفتاً للانتباه، أن ولد الغزواني تجنّب تحية إبراهيم غالي أو الوقوف بجانبه لالتقاط الصور خلال الجلسة الافتتاحية للمعرض، في موقف حمل دلالات سياسية قوية، مفادها أن موريتانيا لا ترغب في الانجرار وراء التحركات الجزائرية في ملف الصحراء.
انعكاسات إقليمية
ويرى محللون أن الموقف الموريتاني يعكس بروداً متزايداً في العلاقة مع جبهة البوليساريو، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة وتنامي المخاوف بشأن الاستقرار في الساحل. كما يعزز الانطباع بأن نواكشوط تسعى إلى الحياد وتجنب الدخول في صراعات قد تزيد الاحتقان الإقليمي.
رسالة واضحة للجزائر
بهذا التحرك، وجهت موريتانيا رسالة صريحة للجزائر: محاولات توريطها في ملف الصحراء لن تجد صدى إيجابياً، مما يزيد من عزلة الطرح الانفصالي على الساحة الإقليمية والدولية.