في مشهد ثقافي يكرّس الحضور المغربي في الفضاء العربي، يشارك عدد من المبدعين والكتاب المغاربة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، حيث يقدمون أحدث أعمالهم التي تتنوع بين الرواية والترجمة والنقد السينمائي، في تظاهرة أدبية تجمع بين الفكر والجمال والإنسان.
هذه المشاركة ليست مجرد حضور رمزي، بل تأكيد على أن الأدب المغربي اليوم يعيش ديناميكية متجددة، تتجاوز الحدود الجغرافية لتفتح حواراً ثقافياً واسعاً مع القارئ العربي والخليجي.
رواية تبحث عن الأب الضائع والهوية الممزقة
من أبرز الأعمال الحاضرة رواية “تقرير إلى أب مؤجل“ للكاتب محسن الوكيلي، وهي نص سردي مفتوح على أسئلة الأبوة والشرعية والهوية، وعلى حكايات القهر الإنساني التي تتجاوز الزمان والمكان.
يقول الوكيلي إن الرواية “تبحث عن الحياة في أعين القراء”، معتبراً أن معرض الرياض يمثل فضاءً ثميناً “للقاء قراء متعطشين للأدب الآتي من أقصى الغرب العربي”.
الترجمة بوابة نحو الأدب العالمي
أما الكاتب والمترجم عيسى ناصري، فيحضر بترجمة جديدة لرواية “جزيرة القارئات“ للفرنسي ميشيل بوسي، التي تمزج بين الغموض والسرد الفلسفي حول فعل القراءة ذاته.
يرى ناصري أن “الأدب المترجم ليس مجرد نقل لغوي، بل هو إعادة طرح لأسئلة الوجود من منظور آخر”، مؤكداً أن انفتاح القارئ العربي اليوم “يمنح الترجمة دوراً محورياً في بناء الجسور الثقافية بين ضفتي المتوسط”.
السينما المغربية تحت مجهر النقد
وفي ركن آخر من المعرض، يقدّم الناقد محمد شويكة مؤلفه الجديد “السينما والعلوم الإنسانية“، وهو عمل أكاديمي يسعى إلى قراءة الأفلام المغربية من زوايا فلسفية وسوسيولوجية جديدة.
الكتاب الصادر ضمن الموسوعة السعودية للسينما يشكل، بحسب مؤلفه، “دعوة للتفكير في السينما كأداة لفهم الإنسان والمجتمع، لا كوسيلة ترفيه فقط”.
فسيفساء فكرية مغربية تنبض بالحياة
الحضور المغربي في الرياض لا يقتصر على الأدب والفن، بل يمتد إلى العلوم الإنسانية والفكر والدين، ليعكس تعددية المشهد الثقافي المغربي وغناه، وفق ما يؤكد بسام كردي، مدير المركز الثقافي للكتاب، الذي يرى في هذه المشاركة “جسراً حقيقياً بين الثقافة المغربية والمشرق العربي”.
الرياض.. عاصمة الكتاب العربي
ويُعد معرض الرياض الدولي للكتاب أحد أهم المواعيد الثقافية في المنطقة، إذ يستقطب مئات الآلاف من الزوار ويضم أكثر من 200 فعالية بين الندوات والأمسيات والورش الفنية.
وفي دورة هذا العام التي تحل فيها أوزبكستان ضيف شرف، تتجدد رسالة الثقافة كقوة ناعمة تعزز الحوار الإنساني وتؤكد أن الأدب ما زال قادراً على بناء الجسور في عالم يموج بالتحولات.