أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في بودابست عاصفة من الجدل، إذ يواجه بوتين عقبات قانونية ودبلوماسية جسيمة بسبب مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا. فدخول بوتين أجواء دول أعضاء بالناتو أو الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة يعرضه للمساءلة القانونية فورياً.
مسارات صعبة ومعقدة للوصول إلى المجر
يواجه الرئيس الروسي خيارات محدودة للوصول إلى بودابست: الطريق القصير عبر بيلاروسيا وأوكرانيا مستحيل عملياً بسبب الحرب، والطريق المتوسط عبر بولندا وسلوفاكيا غير واقعي سياسياً، فيما الطريق الأطول عبر تركيا وصربيا يبدو الأكثر احتمالاً لتفادي أجواء دول الناتو الرئيسية.
المجر: حماية بوتين ضمن سيادتها
أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن المجر ستضمن دخول بوتين إلى أراضيها وعودته إلى موسكو بأمان، مشدداً على سيادة بلاده وقدرتها على استضافة القمة وتوفير الظروف المناسبة للمفاوضات مع ترامب. من جهته، وصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القمة بأنها خطوة نحو السلام وإمكانية فتح مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية.
توتر العلاقات الأوروبية وتأثير القمة على أوكرانيا
القمة تثير مخاوف دولية، إذ تتخوف أوكرانيا من نتائجها، بينما يسعى الرئيس زيلينسكي للحصول على دعم عسكري إضافي من الولايات المتحدة، بما يشمل صواريخ بعيدة المدى. ويواصل أوربان تحديه للاتحاد الأوروبي، متّهماً التكتل بالموقف المؤيد للحرب، بينما تعتمد المجر بشكل كبير على الإمدادات الروسية من الغاز والنفط.
قمة في قلب صراع المصالح
تُعد بودابست مسرحاً لتقاطع مصالح دولية معقدة بين القانون، السياسة، والطاقة، حيث تتشابك الرغبة الأميركية في الوساطة مع القيود القانونية التي تحد من تحركات بوتين، فيما تحاول المجر تأكيد سيادتها وضمان نجاح القمة في بيئة متوترة على نحو غير مسبوق.