إعداد : سهيل القاضي
بعد سنوات من الوعود والتأجيل، تقترب طنجة من دخول مرحلة جديدة على مستوى النقل الحضري. فمع بداية سنة 2026، يُرتقب أن تغزو شوارع المدينة أسطولٌ عصري من الحافلات، إيذانًا بانطلاقة عهد جديد يعيد الثقة إلى سكان المدينة الذين طال انتظارهم لخدمة نقل تليق بسرعة نمو طنجة ووجهها المتحوّل.
سباق على الطريق… “ستيام المغرب” في مواجهة “ألزا” الإسبانية
المستشار الجماعي حسن بلخيضر كشف أن المنافسة على تدبير قطاع النقل بين مدينتي طنجة وأصيلة بلغت أمتارها الأخيرة، بعد أن انحصر السباق بين شركتين اثنتين: المغربية “ستيام المغرب” والإسبانية “ألزا”.
وأشار إلى أن الإعلان عن الفائز بالصفقة سيتم في غضون أسابيع قليلة، بينما يُرتقب أن تنطلق الحافلات رسميًا في فاتح يناير 2026، مع احتمال تقديم الموعد إذا اكتملت الجوانب التقنية والإدارية في وقت أقرب.

هوية بصرية جديدة… الأزرق الغامق يطبع ملامح المدينة الساحلية
اختارت طنجة أن تُعيد تعريف نفسها بصريًا، إذ ستحمل الحافلات الجديدة اللون الأزرق الغامق، في إشارة إلى عمق البحر وقوة المدينة التي تتنفس من شواطئها. هذا اللون سيحلّ محل الأزرق الفاتح الذي رافق الأسطول القديم، ليمنح الحاضر روحًا أكثر حداثة وأناقة تتناغم مع تحولات المدينة العمرانية والاقتصادية.
300 حافلة… مشروع يعيد وصل المدينة بنفسها
المشروع، كما أوضح بلخيضر، يشمل ما يقارب 300 حافلة جديدة ستنطلق تدريجيًا لتغطية الخطوط الحضرية وشبه الحضرية بين طنجة وأصيلة والنواحي. الهدف ليس فقط تسهيل التنقل، بل إعادة بناء علاقة المواطنين بمدينتهم من خلال خدمة نقل عمومية آمنة، نظيفة، ومنتظمة تربط الأحياء النائية بالمراكز الحيوية.
نحو طنجة 2030… مدينة تتحرك بإيقاع المستقبل
هذه الخطوة ليست مجرد مشروع نقل، بل جزء من رؤية وطنية لتجديد أسطول النقل الحضري في كبريات المدن المغربية، وجعل الخدمات العمومية رافعة للتنمية.
طنجة التي كانت تُعرف بمدينة الرياح، تمضي اليوم بخطى ثابتة لتصبح مدينة الحركة… حركةٌ لا تهدأ، تشهد على مدينة تعيد اكتشاف نفسها في كل شارع، وكل رحلة جديدة.













