إعداد : منير بناني
في قلب الجنوب المغربي، وتحت سماءٍ لا ترحم، يعيش أبناء جهة الداخلة هذه الأيام فصول مأساة إنسانية صامتة. وجوه شاحبة تبيت في العراء، أجساد ترتجف من قسوة البرد، وقلوب مملوءة بالأمل رغم الانكسار. مشهد يلخّص وجع مدينةٍ تُغدق بخيرات البحر، لكنها تُحرم من دفء العدالة الاجتماعية.

اعتصام في العراء.. غضب ينمو تحت النجوم
ليالي الداخلة لم تعد هادئة. خيام صغيرة، أغطية مهترئة، وأصوات مطالبة بالعيش الكريم تملأ المكان. المحتجون، من أبناء الجهة، لم يختاروا الشارع حبًّا في المواجهة، بل اضطرارًا إلى التعبير عن وجعهم. وجع الإقصاء والتهميش في منطقةٍ وُعدت بالتنمية، لكنها ما زالت تعيش على هامشها.

ثروات غنية.. فقر يوجع الكرامة
المفارقة مؤلمة: الجهة التي تُعد من أغنى مناطق الجنوب بثرواتها البحرية والسياحية، يعيش بعض أبنائها على فتات الأمل. يطالبون فقط بفرص عمل، بمسكن يحميهم من المطر، وباعترافٍ بإنسانيتهم التي أنهكتها الوعود المؤجلة.

صوت من الجنوب.. إلى من يسمع؟
اعتصام أبناء الداخلة ليس احتجاجًا عابرًا، بل نداءً للوطن. نداء يقول: لا نريد أكثر من حقّنا في العيش بكرامة على أرضٍ وهبتنا البحر والهواء، لكننا ننتظر أن تهبّ علينا نسمة إنصاف.















