متابعة: يوسف كركار / منير بناني
في أجواءٍ مفعمة بالحماس والروح الوطنية، انطلقت بمدينة الداخلة فعاليات النسخة الثانية من سباق الداخلة الدولي على الطريق، المنظم هذا العام تحت شعارٍ يجمع بين البعد الرياضي والرؤية الاستراتيجية:
“رياضة ألعاب القوى دعامة من دعائم المبادرة الملكية الأطلسية”.
الحدث لم يكن مجرد سباق، بل لحظة رمزية تماهت فيها الحركة مع الانتماء، والسرعة مع الإصرار على بناء مغرب يسابق الزمن نحو التنمية والوحدة.
رمزية المسيرة الخضراء… وامتدادها في خطى العدائين
جاء تنظيم هذا السباق في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة — حدثٌ وطني ما زال يُلهب القلوب كما قبل نصف قرن.
كل خطوةٍ قطعها العداؤون كانت استعادةً لروح تلك المسيرة التاريخية التي جمعت المغاربة على كلمة الوطن، فامتزجت الرياضة بالذاكرة، والعرق بالفخر.
انطلاقة رسمية بروح وطنية وحضور وازن
أشرف على حفل الانطلاق والي جهة الداخلة – وادي الذهب، إلى جانب عدد من البرلمانيين، ورؤساء الجماعات الترابية، ومسؤولي المصالح الخارجية، وشخصيات رياضية وطنية ودولية.
ذلك الحضور الرسمي الرفيع أعطى للتظاهرة بعدها الرمزي كموعدٍ يحتفي بمكانة الداخلة المتنامية في خريطة الرياضة المغربية والإفريقية.
الداخلة.. من مدينة جنوبية إلى عاصمة رياضية عالمية
تحوّلت الداخلة خلال السنوات الأخيرة إلى مختبرٍ للريادة الرياضية، بفضل ديناميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي الفريد بين المحيط والصحراء.
السباق الدولي على الطريق أضاف لبنة جديدة في هذا المسار، مؤكدًا أن المدينة باتت منصة تجمع بين الرياضة والسياحة والتنمية المستدامة، وتُترجم على الأرض مضامين المبادرة الملكية لتنمية الأقاليم الجنوبية.
مغاربة يهيمنون على المراتب الأولى
شهد السباق منافسة قوية على مسافة 10 كيلومترات، جمعت عدائين من المغرب وخارجه.
في فئة الذكور، تألق العداؤون المغاربة، حيث حل عبد الكريم بنزهرة في المركز الثاني، متبوعًا بـ محمد أيت تغانت ثالثًا، وإبراهيم خليفة رابعًا، ثم عادل ولد العظامي خامسًا.
أما في فئة الإناث، فقد خطفت العداءة كوثر فركوسي الأنظار، منتزعة المركز الأول بأداءٍ متميز نال إعجاب الجماهير والمتابعين.
لحظة التتويج… رياضة تُعيد رسم ملامح الانتماء
اختُتمت الفعاليات بحفلٍ احتفالي لتوزيع الجوائز والميداليات على الفائزين والفائزات، في أجواء غمرتها روح الفرح والفخر الوطني.
لم يكن التتويج نهاية السباق، بل بدايته — بداية لوعيٍ جماعي بأن الرياضة ليست منافسةً فحسب، بل لغة وطنية مشتركة توحد القلوب، وتكرّس صورة الداخلة كمدينة تُلهم وتُلهم بها.
