نزوح شركات كبرى من إسبانيا نحو المغرب يثير قلق الأوروبيين
في خطوة مفاجئة، قررت شركتان عالميتان في قطاع الشحن البحري تحويل وجهتهما من الموانئ الإسبانية إلى نظيرتها المغربية، ما أعاد تسليط الضوء على تنافسية الموانئ المغربية، خصوصًا ميناء طنجة المتوسط، الذي يواصل تحقيق إنجازات لافتة على الساحة الدولية.
غضب أوروبي من تداعيات قانون الكربون
هذا التحول أثار قلقًا كبيرًا في الأوساط الأوروبية، حيث أعرب نواب الحزب الشعبي الإسباني في البرلمان الأوروبي عن استيائهم من مغادرة الشركات، محذرين من تداعيات قانون انبعاثات الكربون الجديد، الذي يُثقل كاهل الشركات العاملة داخل الاتحاد الأوروبي، بينما تتمتع الموانئ خارج الاتحاد، مثل المغربية، بإعفاءات تمنحها ميزة تنافسية واضحة.
“مايرسك” تدق ناقوس الخطر
وصف نواب الحزب الشعبي الإسباني قرار مغادرة “مايرسك”، إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، بأنه إنذار خطير يُظهر استعداد الشركات لمغادرة الاتحاد الأوروبي إذا استمرت السياسات الضريبية الصارمة.
ميناء طنجة المتوسط: قوة صاعدة لا تعرف التوقف
من جهتها، أكدت الصحف الإسبانية أن ميناء طنجة المتوسط أصبح منافسًا قويًا لا يمكن تجاهله.
صحيفة “ABC” وصفته بأنه “تهديد استراتيجي” للموانئ الإسبانية، مشيرة إلى أن الميناء يُعتبر مشروعًا قوميًا للمغرب يعكس رؤية استثمارية طويلة الأمد.
بوابة إفريقيا نحو العالم
منذ انطلاق عملياته عام 2007، بات ميناء طنجة المتوسط نقطة ارتكاز للتجارة العالمية.
بفضل موقعه الاستراتيجي على مقربة من مضيق جبل طارق وشبكته التي تربطه بـ186 ميناء في 77 دولة، سجل الميناء أرقامًا قياسية، مع توقعات بأن يصل حجم مناولته إلى 120 مليون طن سنويًا، مما يضعه ضمن أفضل 20 ميناءً عالميًا.
مزايا تنافسية واستثمارية فريدة
يتمتع ميناء طنجة المتوسط بعدة عوامل جذب، أبرزها القرب من الأسواق الأوروبية، انخفاض تكاليف اليد العاملة، إضافة إلى الامتيازات الضريبية والجمركية التي تقدمها المناطق الحرة المحيطة به، مما يعزز مكانته كمركز لوجستي إقليمي وعالمي.
رسالة واضحة للمنافسين
بفضل رؤيته الاستراتيجية ونهجه التنافسي، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة مفضلة للشركات العالمية، ما يعكس نجاح سياساته في تحويل طنجة المتوسط إلى نقطة عبور رئيسية للتجارة البحرية الدولية.