طنجة تتحول إلى ورشة المستقبل الكهربائي
أعلنت مجموعة داسيا عن انطلاق تصنيع سيارتها الكهربائية الاقتصادية الجديدة “Hipster” في مصنع طنجة، أحد أهم مواقع الإنتاج التابعة لـ“رونو”، والذي يُنتج أيضًا طرازات صغيرة مثل Mobilize Duo.
السيارة، التي من المنتظر أن تُطرح في الأسواق عام 2027 بسعر يقل عن 13 ألف يورو، ترسخ مكانة المغرب كـقوة صاعدة في إنتاج السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة.
من طنجة إلى القنيطرة… شبكة إنتاج متنامية
يواصل المغرب توسع نشاطه الصناعي في قطاع السيارات، إذ تُنتج مصانع طنجة والقنيطرة طرازات متنوعة مثل Dacia Sandero وPeugeot 208 وFiat Topolino، في وقت تتزايد فيه معدلات الإنتاج عامًا بعد عام.
هذا النمو اللافت جعل من المملكة مركزًا إقليميًا للتصنيع الذكي، وجذبًا متزايدًا للاستثمارات الأوروبية التي تبحث عن بدائل منخفضة الكلفة ومستدامة.
أوروبا في حالة قلق: المغرب يزاحم العمالقة
في المقابل، تُتابع إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي هذه الطفرة المغربية بقلق متزايد، خصوصًا بعد نقل إنتاج Citroën C4 من مدريد إلى القنيطرة عام 2029.
فقد تراجع إنتاج إسبانيا بنسبة 7٪ في 2025، وانخفض ترتيبها العالمي من الثامنة إلى التاسعة، في حين يشهد المغرب نموًا مطّردًا مدعومًا بعوامل تنافسية قوية.
سر النجاح المغربي: الكفاءة والتكلفة
تحليلات اقتصادية تشير إلى أن تكلفة اليد العاملة في المغرب لا تتجاوز 173 دولارًا لكل سيارة، وهو رقم يُعد من الأدنى عالميًا.
إضافةً إلى ذلك، يستفيد المغرب من أسعار طاقة منخفضة وتشريعات بيئية أكثر مرونة، مما يُمكّنه من إنتاج سيارات بأسعار تقل بكثير عن نظيراتها الأوروبية.
القلق الأوروبي يتصاعد
هذه التطورات دفعت الاتحاد الأوروبي إلى التحذير من المنافسة المغربية التي قد تُهدد الصناعة الأوروبية التقليدية.
ويرى محللون أن علامة “صُنع في أوروبا” قد تفقد معناها تدريجيًا، مع ازدياد اعتماد الشركات الأوروبية على قطع ومكونات مصنّعة في المغرب.














