التوتر بين إسبانيا وأمريكا: هل تترجم التحولات الاستراتيجية إلى تهديد لمصالح مدريد؟
تشهد العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدة توترًا متزايدًا في أعقاب قرارات إدارة ترامب التي أثارت قلقًا بالغًا في مدريد، خصوصًا حول ملفات حساسة تتعلق بالسيادة على سبتة ومليلية والتحقيق الأمريكي في عراقيل عبور السفن عبر مضيق جبل طارق.
سبتة ومليلية.. هل أصبح الأمن الإسباني مهددًا؟
واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق إسبانيا هي استبعاد سبتة ومليلية من الحماية الدفاعية التي يوفرها حلف الناتو.
وفقًا لمعاهدة واشنطن لعام 1949، تقتصر التزامات الدفاع المشترك على الأراضي الأوروبية والأمريكية الشمالية، مما يترك المدينتين في شمال إفريقيا دون غطاء أمني من الحلف.
وهذا يثير مخاوف مدريد بشأن احتمالية تعرض المدينتين لضغوطات خارجية، خصوصًا في ظل المطالب المغربية المستمرة باستعادتهما.
مضيق جبل طارق.. نقطة استراتيجية أم نقطة خلاف؟
مضيق جبل طارق هو أحد أهم الممرات البحرية في العالم، فهو يربط بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
التحقيق الأمريكي الذي تم إطلاقه بشأن عراقيل عبور السفن في هذا الممر البحري يسلط الضوء على أهميته الاستراتيجية ويثير تساؤلات حول تأثيره على العلاقات الإقليمية.
هل يخدم التحقيق الأمريكي مصالح المغرب؟
التحقيق الأمريكي حول مضيق جبل طارق يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لإسبانيا، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمغرب، التي تعززت خلال فترة ترامب، مع الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء في 2020.
هذا التقارب قد يمنح المغرب ورقة ضغط إضافية في صراعه المستمر مع إسبانيا.
مخاوف مدريد.. هل يعزز التحقيق الأمريكي دعم واشنطن للمطالب المغربية؟
إسبانيا تخشى أن يكون هذا التحقيق جزءًا من سياسة أمريكية أوسع تهدف إلى تقوية العلاقات مع المغرب على حساب مصالح مدريد.
- التوترات في مضيق جبل طارق: التحقيق قد يفضح تحديات مثل الازدحام البحري والمخاطر البيئية، مما يمنح المغرب المزيد من النفوذ ضد إسبانيا.
- ملف سبتة ومليلية: إذا استمر دعم واشنطن للمطالب المغربية، قد تواجه إسبانيا ضغوطًا متزايدة على سيادتها على المدينتين.
واشنطن ضد مدريد.. صراع الأولويات في المنطقة
- الولايات المتحدة: تسعى لتعزيز انسيابية التجارة العالمية وتوسيع تحالفاتها في شمال إفريقيا.
- إسبانيا: ترى في هذه التحركات تهديدًا لسيادتها على سبتة ومليلية ومصالحها الاستراتيجية في مضيق جبل طارق.
هل تستطيع إسبانيا مواجهة هذا التحول في القوى؟
يبقى مستقبل سبتة ومليلية غامضًا، مع عدم وضوح موقف الناتو بشأن المدينتين.
هذا الغموض يضعف قدرة إسبانيا على التصدي للمطالب المغربية في وقت يتصاعد فيه النفوذ المغربي، مدعومًا بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة.
التوترات الحالية قد تعيد رسم العلاقات الدبلوماسية بين القوى الكبرى في منطقة مضيق جبل طارق، وقد تطرأ تحولات كبيرة في التوازنات الإقليمية.
السؤال الكبير يبقى: هل تعصف التوترات الأمريكية الإسبانية بمستقبل سبتة ومليلية ومضيق جبل طارق؟