“هل دخلت دبلوماسية البوليساريو مرحلة العزلة النهائية؟”

فؤاد القاسمي5 أبريل 2025آخر تحديث :
“هل دخلت دبلوماسية البوليساريو مرحلة العزلة النهائية؟”

إسبانيا تُرسّخ موقفها: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل

في خطوة تؤكد رسوخ التحول في موقفها من قضية الصحراء، جددت إسبانيا، عبر وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، دعمها الواضح والصريح لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، معتبرة أن لا مجال للعودة إلى الوراء، وأن موقف مدريد “ثابت وغير قابل للمراجعة”.

المصالح أولًا.. ودبلوماسية المغرب تربح الجولة

خلال حوار إذاعي، أكد ألباريس أن بلاده ترى في الأمم المتحدة الإطار الأنسب لحل النزاع، لكنه لم يُخفِ أن مدريد اختارت، بشكل واعٍ، تعزيز مصالحها الإستراتيجية مع الرباط، في إشارة إلى طيّ صفحة “الحياد الرمادي”.

هذا الموقف اعتبره محللون انتصارًا جديدًا للدبلوماسية المغربية، التي نجحت في انتزاع دعم حاسم من شريك تاريخي مثل إسبانيا.

البوليساريو تصطدم بواقع سياسي جديد

في الجهة المقابلة، لم تُخفِ جبهة البوليساريو امتعاضها. فقد وصف ممثلها في مدريد، عبد الله العرابي، تصريحات ألباريس بأنها “مخالفة للشرعية الدولية”، متهمًا إسبانيا بـ”التنصل من مسؤولياتها التاريخية”.
ردود الفعل الغاضبة تكشف حجم الصدمة داخل صفوف الجبهة، التي تعاني من نزيف الدعم الدولي وواقع دبلوماسي متغير لم يعد يساير أطروحتها الانفصالية.

تراجع نفوذ الجزائر وتآكل أوراق الضغط

هذا التحول لا يزعج البوليساريو فحسب، بل يمتد إلى الجزائر التي تجد نفسها اليوم أمام تراجع نفوذها في الملف، وسط تزايد الدول التي تنحو نحو دعم المقاربة المغربية باعتبارها الحل الواقعي والأكثر توازنًا.

الحكم الذاتي: من مبادرة إلى مرجعية دولية

التحليل السياسي يميل إلى أن مبادرة الحكم الذاتي باتت تحظى بزخم غير مسبوق.

الباحث في العلاقات الدولية لحسن أقرطيط يرى أن مدريد تُجسد تحولًا عميقًا في تعاطي المجتمع الدولي مع الملف، فيما يعتبر عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن الحكم الذاتي أصبح يُنظر إليه كـ”صيغة عقلانية لتقرير المصير”، تضمن السيادة المغربية والاستقرار الإقليمي في آن.

دبلوماسية ناعمة.. ولكن فعّالة

في ظل التحولات المتسارعة، يرسّخ المغرب موقعه كفاعل إقليمي يحظى بثقة شركائه، ويواصل توسيع دائرة التأييد لمقاربته السياسية في قضية الصحراء، في وقت تبدو فيه الأطروحات الانفصالية تفقد بريقها وتدخل نفق العزلة الدولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة