بقلم إدريس اسلفتو – ورزازات
شارك محمد العفو، أستاذ التعليم الثانوي من مدينة ورزازات، في المؤتمر الدولي حول تدويل التعليم العالي، الذي احتضنته مدينة وجدة يومي 18 و19 أبريل 2025 تحت شعار: “تدويل التعليم العالي: استكشاف التقاطع بين الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البحث والجغرافيا السياسية” .
منصة عالمية لتحليل قضايا التعليم العالي
شهد المؤتمر مشاركة نخبة من الأساتذة الدوليين من الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب طلبة باحثين من مختلف المدن المغربية، حيث ناقشوا على مدى يومين التحديات والفرص المستقبلية التي تواجه التعليم العالي في ظل التحولات الرقمية والجغرافيا السياسية.
وفقًا للجنة التنظيمية، كان الهدف من المؤتمر هو بناء حوار تقييمي شامل يُركز على مستقبل التعليم العالي عبر تعاون دولي مستدام، مستغلين أصوات متنوعة وخبرات عالمية.
تأثير الجغرافيا السياسية والتحول الرقمي
أوضح الباحثون أن تدويل التعليم العالي يشهد اليوم تطورات جوهرية نتيجة تأثيرات التحولات الجغرافية السياسية والرقمية.
وأشار محمد العفو إلى أن المنافسة بين الدول حول تأمين المزايا الاستراتيجية للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي أصبحت متزايدة، مما يثير مخاوف بشأن تأثير هذه التحولات على إفريقيا.
كما تحدث الباحث عن الظلم المعرفي والسياسات التي تضع حواجز أمام التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن هذه التفاعلات تتجه نحو إنشاء أنظمة بيئية أكثر تجزئة وعدم توافق، مما يزيد من التحديات أمام الجامعات الإفريقية.
مخاطر وتحديات تواجه إفريقيا
سلط الباحث الضوء على المخاطر التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في إفريقيا، والتي تشمل:
– استهداف الجامعات من قبل جهات غير حكومية وغير آمنة.
– انتشار التكنولوجيا الاستراتيجية غير الخاضعة لأي قواعد دولية أو حوكمة واضحة.
– التعقيد التنظيمي الناجم عن التفاوت والشرذمة.
وأشار إلى حاجة الجامعات الإفريقية لتعزيز التنقل الأكاديمي والتعاون الدولي في ظل هذه التحديات.
أهداف الورقة البحثية
ناقش الباحث خلال المؤتمر تأثير تفاعلات الجغرافيا السياسية على سياسات تدويل التعليم العالي في إفريقيا، مشددًا على ضرورة دراسة استجابة السياسات العامة لهذه التغيرات مع مراعاة القيم الإنسانية في ظل التحولات السياسية والرقمية.
كما سلط الضوء على الآثار العلمية والثقافية التي تنعكس على تدويل التعليم العالي، مع التأكيد على أهمية التعاون المشترك لتجاوز التحديات المعاصرة.
فرصة للتواصل وبناء المستقبل
احتضن المؤتمر بمقر “مركز الدراسات والبحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية” بوجدة، حيث فتح المجال للنقاش المعمق حول القضايا المعاصرة للتعليم العالي، بما فيها:
– تأثير الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البحث.
– استراتيجيات التعاون الدولي لتعزيز بيئة تعليم أكثر شمولًا وأخلاقية.
نظرة استشرافية
مؤتمر iHED 2025 يُمثل خطوة مهمة نحو استكشاف التحديات الحيوية المرتبطة بتدويل التعليم العالي، حيث يعد منصة لتعزيز الترابط العالمي، ومواصلة البحث في كيفية بناء بيئة تعليمية قادرة على التكيف مع المتغيرات المعاصرة.
هل يُمكن للتعاون الدولي أن يُحقق تحولًا ملموسًا في التعليم العالي؟
الإجابة تتوقف على مدى التزام الأطراف الدولية بالعمل الجماعي المشترك.