في خطوة استراتيجية نحو ترسيخ الحضور السياسي النسائي في الفضاء الرقمي، نظمت منظمة النساء الحركيات، بشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، دورة تكوينية مكثفة تحت شعار “التواصل السياسي الرقمي: الرهانات، الاستراتيجيات والأدوات“، وذلك خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 4 ماي 2025 بفندق إيبيس بمدينة الرباط.
مشاركة وازنة وتمثيلية جامعة
الدورة استقطبت 35 مناضلة من مختلف هياكل الحركة الشعبية، من مجلس الحكماء إلى المكتب السياسي والمكتب الوطني للمنظمة، في حضور نسائي يعكس عمق التنظيم وامتداده.
التمثيلية الجغرافية كانت في صلب الحدث، إذ حضرت مناضلات من كل جهات وأقاليم المملكة، في دلالة واضحة على انفتاح المنظمة على كل طاقات الحزب، مع حضور لافت لمنظمة الشباب والكشاف الحركي، ما أضفى زخماً تفاعليًا نابضًا بالحيوية.
تأطير عالي المستوى ولمسة رقمية مبتكرة
أطّر الورشات طاقم من الخبراء في هندسة التواصل الرقمي السياسي، حيث جرى تسليط الضوء على بناء هوية رقمية متماسكة تعكس القيم الحزبية، مع توظيف ذكي لمنصات التواصل الاجتماعي كرافعة للتأثير والانتشار.
الورشات ركزت على تخطيط المحتوى، صناعة الرسائل الرقمية، التفاعل الإلكتروني، وكسب ثقة المتابعين عبر خطاب متزن وقادر على مجابهة تحديات العصر الرقمي.
الجانب التطبيقي حظي بنصيب وافر، من تقنيات إنتاج المحتوى إلى قياس الأداء، مرورًا بإدارة الأزمات التواصلية في زمن السرعة الرقمية.
رؤية رقمية متجددة وخارطة تواصلية واضحة المعالم
الدورة تحولت إلى منصة تفكير جماعي ورؤية استراتيجية، أفضت إلى بلورة خارطة طريق رقمية متكاملة تعكس موقع الحركة الشعبية كفاعل سياسي محوري في المشهد الوطني.
هذه المقاربة الجديدة تنسجم مع روح العصر، وتعزز قيم التفاعل، القرب والمواطنة الرقمية، في زمن أضحى فيه التأثير يُقاس بنبض “الترند” وفعالية الخطاب الرقمي.
فهل تشكل هذه الدورة نقطة تحول في تعزيز حضور النساء الحركيات في الساحة الرقمية؟
الجواب مرهون بما ستحمله الأيام القادمة من خطوات عملية ومبادرات ميدانية.