المؤثرون المغاربة من الترفيه إلى التأثير: 4.2 مليارات درهم ترسم ملامح اقتصاد رقمي جديد

فؤاد القاسمي12 مايو 2025آخر تحديث :
المؤثرون المغاربة من الترفيه إلى التأثير: 4.2 مليارات درهم ترسم ملامح اقتصاد رقمي جديد

لم يعد تأثير المؤثرين الرقميين مجرّد موجة عابرة أو ترند مؤقت، بل أضحى أحد أعمدة التسويق المعاصر، حيث يزاوجون بين الإقناع والترفيه، ويعيدون تشكيل العلاقة بين المستهلك والعلامة التجارية.

هؤلاء الفاعلون الرقميون باتوا اليوم جزءاً لا يتجزأ من المنظومة التجارية والرقمية في المغرب، مع دور متزايد في تحفيز قرارات الشراء وتوجيه سلوكيات الاستهلاك.

سوق المؤثرين يحقق قفزة غير مسبوقة

أظهرت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة ديجي تريندز أن قيمة سوق التسويق عبر المؤثرين في المغرب بلغ 4.2 مليارات درهم (420 مليون دولار) خلال عام 2024، بارتفاع لافت بنسبة 40% مقارنة بسنة 2022.

ويمثل هذا السوق نحو 15% من حجم التجارة الإلكترونية الوطنية، التي ارتفعت من 20.7 مليار درهم في 2022 إلى 22 مليار درهم في 2023، مما يعزز موقع المؤثرين كقوة محركة جديدة داخل الاقتصاد الرقمي.

تراجع في نسب المتابعة.. لكن التأثير أقوى من أي وقت مضى

رغم هذا النمو الاقتصادي الكبير، سجلت الدراسة انخفاضاً في معدل متابعة المؤثرين من 75% سنة 2022 إلى 51% سنة 2024.

لكن المفاجأة كانت في جودة التفاعل، حيث:
🔹 ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يتخذون قرارات الشراء استنادًا إلى توصيات المؤثرين من 35% إلى 57%.
🔹 تحوّل الجمهور نحو تفاعل أكثر وعيًا وانتقائية، يركّز على المحتوى الذي يجمع بين الفائدة والمصداقية.

ميولات المتابعين تتغير: من الترفيه إلى التثقيف

ما زالت المحتويات الفكاهية في صدارة المشاهدات بنسبة 43%، تليها:

  • محتوى الطعام (39%)
  • الموضة (34%)
  • الجمال (33%)
  • السفر (32%)

لكن المثير في معطيات 2024 هو الصعود المتسارع للمحتوى المعرفي والتثقيفي، حيث ازدادت المتابعة لمواضيع:

  • الصحة والرفاهية (28%)
  • التمويل والاستثمار (27%)
  • التنمية الذاتية (25%)
  • المحتوى التعليمي (23%)

هذا التحول يعكس نضج الجمهور الرقمي، وسعيه نحو محتوى يتجاوز الترفيه ويعزز المعرفة والحياة العملية.

رغم توسع الإنترنت.. الفجوة الرقمية لا تزال حاضرة

بلغت نسبة انتشار الإنترنت في المغرب 92.2% من إجمالي السكان، ما يعادل 35.3 مليون مستخدم حتى يناير 2025، بزيادة بلغت 332 ألف مستخدم جديد عن العام السابق.

ورغم هذا النمو، لا يزال هناك 2.98 مليون مغربي خارج الشبكة، أي ما يعادل 7.8% من السكان، مما يسلّط الضوء على الحاجة إلى سد الفجوة الرقمية وضمان استفادة شاملة من التحول الرقمي.

المؤثرون في قلب المعادلة الرقمية

فهل نحن بصدد انتقال فعلي نحو عصر يصبح فيه المؤثرون الرقم الأصعب في التسويق بالمغرب؟
المؤشرات تقول نعم، لكن التحدي المقبل يكمن في مأسسة هذا القطاع، وترسيخ الثقة والمصداقية، وضمان جودة المحتوى، لمواكبة طموحات الاقتصاد الرقمي الوطني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة