غابة أولاد صالح تختنق… والإسمنت يعلن نهاية آخر رئة للدار البيضاء

ليلى المتقي15 مايو 2025آخر تحديث :
غابة أولاد صالح تختنق… والإسمنت يعلن نهاية آخر رئة للدار البيضاء

في قلب بوسكورة، على مشارف الدار البيضاء، تتعرض غابة أولاد صالح لعدوان بيئي ممنهج، يهدد وجودها ويقوّض توازنها الإيكولوجي، بعدما شرعت الآليات في تمزيق أحشائها، تحت ذريعة تشييد ممر طرقي جديد.

الغابة التي طالما كانت “رئة خضراء” للدار البيضاء، ومتنفساً طبيعياً لآلاف الأسر، تتحول اليوم إلى مساحة مجرّدة من الحياة، بعدما أُزيلت عشرات الأشجار لتوسيع الطرق، في مشهد يلخص فلسفة “تنمية تقطع مع الطبيعة بدل أن تنسجم معها”.

من جنّة خضراء إلى هياكل إسمنتية

سكان المنطقة والمتتبعون للشأن البيئي المحلي عبّروا عن صدمتهم وقلقهم الشديد، إزاء ما وصفوه بسياسات “التحول العشوائي”، والتي تعمد إلى التضحية بأحد آخر المعالم الطبيعية في محيط العاصمة الاقتصادية.

الغابة، التي كانت ذات يوم خزانا بيولوجياً متجدداً، ومصنعاً للأوكسجين يوازن انبعاثات المدينة الملوثة، باتت اليوم محاصرة بالإسمنت من كل جانب.

الشتائل التي كانت تُنبت الحياة، جُثّت قبل أن تنمو، والمساحات الخضراء أصبحت مجرد ذكريات باهتة.

لا تنمية بلا بيئة”… نداء لإنقاذ ما تبقى

النشطاء والمهتمون بالشأن البيئي لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل وجّهوا دعوة ملحة لإعادة تشجير الغابة، شرط الحفاظ على أصالتها البيئية من خلال غرس الأنواع النباتية المحلية، وتشديد الرقابة على كل مظاهر الاستغلال الجائر.

وأكدوا أن التنمية الحقيقية لا تقاس بعدد الطرق أو البنايات، بل بقدرة المدن على التعايش مع محيطها الطبيعي، وصون مواردها البيئية والاجتماعية للأجيال القادمة.

صرخة أخيرة قبل فوات الأوان

غابة أولاد صالح اليوم تقف على حافة الاندثار، تئنّ تحت وطأة جرافات لا ترحم، وسياسات لا ترى في الطبيعة سوى مساحة قابلة للاستغلال.

الساعة تدق… فإما أن نستفيق ونتدارك، أو نخسر إلى الأبد إحدى آخر الواحات البيئية في ظل مدينة تبتلع نفسها باسم “التوسع”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة