في لحظة إقليمية دقيقة، تحتضن العاصمة المغربية الرباط، يوم الثلاثاء، الاجتماع الخامس للتحالف العالمي من أجل تنفيذ “حل الدولتين”، تحت شعار: “الحفاظ على دينامية عملية السلام: دروس مستخلصة، نجاحات وآفاق“.
ويُمثل هذا الاجتماع محطة استراتيجية جديدة في مسار إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية–الإسرائيلية، بتنظيم مشترك بين المملكة المغربية ومملكة هولندا.
حضور رفيع وتركيبة دولية واسعة
اللقاء يعرف مشاركة أكثر من 50 وفدًا، بينهم وزراء خارجية، ومبعوثون خاصون، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وازنة.
ومن أبرز الحاضرين، لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، مما يبرز البعد الجيوسياسي المتعدد الأطراف الذي يكتسيه الاجتماع.
محاور النقاش: الحوكمة، الاقتصاد، ومستقبل الدولة الفلسطينية
تدور أشغال القمة حول ملفات استراتيجية، أبرزها:
- تأثير مبادرات السلام في الشرق الأوسط.
- بناء هياكل الحوكمة الفلسطينية القادرة على مواكبة المرحلة.
- تعزيز مقومات السلام عبر البنية الاقتصادية كرافعة للاستقرار.
ويهدف اللقاء إلى إرساء منصة تنفيذية للمشاريع والمبادرات القابلة للتحقيق، بعيدًا عن الطروحات النظرية، مع التوجه نحو مخرجات عملية تعزز فرص السلام العادل والدائم.
الرباط تمهّد لمؤتمر الأمم المتحدة
خلاصات هذا الاجتماع لن تقف عند حدود الرباط، بل ستشكل مادة أساسية في المؤتمر رفيع المستوى حول حل الدولتين المزمع عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، في يونيو 2025، مما يعزز موقع المغرب كمحور توازن في الملف الفلسطيني.
تحالف دولي بزخم متصاعد
يُذكر أن التحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين تم إطلاقه على هامش الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2024.
وقد شهد أربع محطات سابقة في الرياض، بروكسيل، أوسلو، والقاهرة، وجاء اجتماع الرباط ليؤكد إرادة جماعية في تحويل مسار السلام من الرهان إلى الإنجاز، ومن الخطاب إلى الفعل.
