قد تكون عظامك في طريقها للتفتت… دون أن تشعر!
هذا هو واقع “هشاشة العظام”، المرض الذي لا يُعلن عن نفسه إلا متأخراً، بعد أن يكون قد أضعف هيكلك العظمي بصمت. لا ألم، لا تنبيه… حتى تقع الكارثة بكسر مفاجئ من تعثر بسيط.
العلامة الأولى: كسر بلا سبب واضح!
الكسور المفاجئة، خاصةً في الرسغ، الورك، أو العمود الفقري، غالباً ما تكون أولى إشارات المرض.
قد تسقط سقوطاً خفيفاً فتنكسر عظمة، في حين أن نفس الإصابة لا تؤثر في العادة على عظام سليمة.
الرسغ معرض للخطر لأننا نعتمد عليه كثيراً عند السقوط.
الورك عند كبار السن، غالباً ما ينكسر لمجرد تعثر.
أما العمود الفقري، فهشاشته تتجلى في ألم حاد ومفاجئ، تقوس في الظهر، ونقص ملحوظ في الطول.
علامات “ناعمة” قد تنذر بالكثير
في مراحله المبكرة، يمكن أن تظهر إشارات أقل وضوحاً، لكنها مهمة، منها:
- ضعف قبضة اليد.
- تكسر الأظافر بسهولة.
- تراجع اللثة أو تخلخل الأسنان.
قد تبدو أموراً بسيطة… لكنها أحياناً تكون الصرخة الأولى لعظامك!
من في دائرة الخطر؟
هشاشة العظام لا تفرّق بين الأعمار، لكنها تزداد مع التقدم في السن، خصوصاً لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
لكن هناك قائمة طويلة من العوامل التي ترفع الخطر:
- بنية جسم نحيفة.
- تاريخ عائلي مع المرض.
- نقص الكالسيوم أو فيتامين D في الغذاء.
- أدوية معينة مثل الكورتيزون، أدوية السرطان، الاكتئاب، أو السكري.
- أمراض مزمنة مثل الروماتويد، الغدة الدرقية، أو اضطرابات الأكل.
- نمط حياة غير صحي: التدخين، الكحول، قلة الحركة.
كيف أعرف إن كنت مصاباً؟
الطريقة الوحيدة الأكيدة لاكتشاف هشاشة العظام هي فحص كثافة العظام (DEXA scan)، فحص غير مؤلم لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة، ويكشف بدقة حالة عظامك.
التوصيات الطبية توصي بالفحص لكل النساء من عمر 65 عاماً فما فوق، أو في سن أصغر إذا وُجدت عوامل خطر واضحة، مثل:
- انقطاع الطمث المبكر.
- تاريخ عائلي لكسور الورك.
- التدخين أو الكحول.
- النحافة الشديدة.
كما توفّر بعض المختبرات، مثل “البرج”، باقة فحوصات متكاملة لصحة العظام تشمل الكالسيوم، فيتامين D، والهرمونات المرتبطة بصحة العظام.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا شعرت بألم مفاجئ في الظهر، أو لاحظت تغييرات في طولك أو قدرتك على الحركة، أو كنت ضمن الفئات المعرضة، لا تنتظر الكسور!
احجز موعداً مع طبيب العظام أو الغدد، وابدأ رحلة الوقاية قبل أن يتحول “المرض الصامت” إلى “ألم ناطق”.