تستعد شركة Aeolon Technology الصينية لإطلاق أولى عملياتها الإنتاجية في المغرب بنهاية شهر ماي الجاري، في خطوة استراتيجية تعزز زخم الاستثمارات الصينية في المملكة، خاصة في قطاعات الطاقات المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية.
مصنع الناظور: بوابة استراتيجية نحو ثلاث قارات
بحسب ما صرح به نائب المدير العام للشركة لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، فإن منشأة الشركة الجديدة في مدينة الناظور ستكون أول قاعدة إنتاج دولية لـ Aeolon، ومنصة استراتيجية للولوج إلى أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.
طموحات تصديرية كبرى وشراكات أوروبية وازنة
من المرتقب أن توقع Aeolon عقود تصدير مهمة، أبرزها اتفاقية مرتقبة مع الشركة الألمانية Nordex، وسط اهتمام متزايد من عملاقي الصناعة الأوروبية Vestas وSiemens Gamesa. وتطمح الشركة لأن تصبح لاعبًا محوريًا في سلاسل التوريد العالمية لقطاع طاقة الرياح.
220 مليون يورو استثمارًا… و3,300 منصب شغل مباشر
يقام المشروع على مساحة 50 هكتاراً بمنطقة التسريع الصناعي في بطيوة – الناظور، باستثمار ضخم يُقدّر بـ 1.749 مليار يوان صيني، أي ما يعادل 220.8 مليون يورو، مع هدف إنتاج 600 شفرة توربين سنويًا، وخلق أكثر من 3,300 فرصة عمل مباشرة.
كما تسعى الشركة لتحقيق إيرادات سنوية تصل إلى 626 مليون يورو، ما يعكس الرهان الكبير على المغرب كمركز إقليمي في صناعة الطاقات المتجددة.
المغرب… شريك استراتيجي على خط الحزام والطريق
جاء هذا المشروع عقب توقيع اتفاقية استثمارية مع الحكومة المغربية في أكتوبر 2023، وانطلاق أشغال البناء في نهاية السنة ذاتها، على أن يبدأ الإنتاج فعليًا في الربع الثاني من 2025.
اختيار المغرب لم يكن اعتباطيًا، بل يستند إلى موقعه الجغرافي المميز القريب من مراكز الاستهلاك الكبرى، واستقراره السياسي والاقتصادي، وانخراطه الفعلي في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، بالإضافة إلى حوافز استثمارية مغرية.
موارد بشرية مؤهلة وجاهزية للتصنيع المتقدم
تعوّل الشركة أيضًا على الكفاءة العالية للموارد البشرية المغربية، حيث أشار مسؤولو Aeolon إلى أن برامج التدريب الحكومي تُعد رافعة أساسية لتوفير يد عاملة مؤهلة تواكب متطلبات التصنيع الصناعي المتطور.
المغرب يتحول إلى قطب صناعي في طاقة الرياح
مع قرب افتتاح المصنع، تُراهن الشركة على تحويل الناظور إلى أحد أكبر مراكز إنتاج شفرات التوربينات في منطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، مما يكرّس المغرب كمنصة إقليمية لصناعة وتصدير معدات الطاقة النظيفة إلى العالم.