بريطانيا تُحرّك ميزان الصحراء.. والجزائر تردّ بشيك على بياض لرواندا

فؤاد القاسمي5 يونيو 2025آخر تحديث :
بريطانيا تُحرّك ميزان الصحراء.. والجزائر تردّ بشيك على بياض لرواندا

في الوقت الذي يواصل فيه المغرب حصد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء، ويُعزز موقعه في المنتديات الدولية، يبدو أن النظام الجزائري يصرّ على نهج الصفقات الرمزية والاستثمارات المشبوهة في محاولة يائسة لكسب مواقف رمادية تُجمّل خطابه الانفصالي الذي تجاوزه الزمن.

دعم بريطاني رسمي يُربك الجزائر

أثار إعلان بريطانيا، قبل أيام، دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، ووصفها بأنها “الأساس الأكثر جدية وواقعية” لحل النزاع، ردود فعل متسارعة في قصر المرادية.

الدعم البريطاني الذي يُضاف إلى مواقف مماثلة من الولايات المتحدة، فرنسا، وعدد من الدول الإفريقية، ألقى بظلاله على التوازنات داخل مجلس الأمن، واضعًا المغرب في موقع تفاوضي قوي وغير مسبوق.

الجزائر تحاول الالتفاف عبر كيغالي

في خضم هذا الزخم الدولي لصالح الرباط، لجأت الجزائر إلى محاولة استباقية لترميم حضورها الدبلوماسي، عبر تنظيم زيارة رسمية لرئيس رواندا، بول كاغامي، حيث اجتمع به الرئيس عبد المجيد تبون في قصر المرادية، في مشهد بدا أقرب إلى ردّ فعل متأخر على صفعة دبلوماسية بريطانية.

مواقف ضبابية بتمويل غازي

أعلن تبون خلال ندوة صحفية مشتركة عن “تقارب في وجهات النظر” بين الجزائر ورواندا بشأن قضايا إقليمية، من بينها النزاع حول الصحراء المغربية، مؤكداً دعمه لما أسماه بـ”حق تقرير المصير”.

تصريحات تُكرّر الأسطوانة المشروخة نفسها التي باتت معزولة دولياً، ومتجاوزة من قبل الأمم المتحدة وفاعلين دوليين بارزين.

اتفاقيات بالجملة.. ونتائج على الورق

الزيارة لم تخلُ من التوقيع على سلسلة من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون، شملت قطاعات عديدة: الاتصالات، الابتكار، التعليم، الفلاحة، الصحة، النقل الجوي، والتعاون الأمني. غير أن اللافت، هو ضخ أموال طائلة من الخزينة الجزائرية في مشاريع اقتصادية برواندا، مقابل موقف “غامض” لا يحمل أي اعتراف صريح.

هدر دبلوماسي مكلف.. وتساؤلات مشروعة

تطرح هذه التحركات تساؤلات جوهرية حول أولويات السياسة الخارجية الجزائرية، التي تبدو أكثر استعدادًا لشراء المواقف الرمادية من دعم قضايا التنمية الداخلية. ففي الوقت الذي يُعاني فيه المواطن الجزائري من تحديات اقتصادية خانقة، تُصرف ملايين الدولارات من أموال الغاز في صفقات لا تتعدى كونها مراهنات سياسية خاسرة.

فقاعة إعلامية أمام موقف دولي حاسم

ما يُسمّى بـ”التقارب الجزائري الرواندي” ليس سوى فقاعة إعلامية تسعى للتشويش على الموقف البريطاني الذي شكّل تحولًا استراتيجيًا في مقاربة المنتظم الدولي لملف الصحراء المغربية. فموقف لندن ليس رمزياً فقط، بل يُعدّ مؤشراً على اقتراب لحظة الحسم وإغلاق آخر فصول نزاع مفتعل طال أمده.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة