وسط صخب الملاعب، وعدسات الكاميرات، وهتاف الجماهير، هناك أبطال لا تُدوَّن أسماؤهم في سجلات الهدافين، ولا يرفعون الكؤوس، لكن بفضلهم تستمر المعركة، ويُكتب النصر.
هؤلاء هم أطباء الفرق الوطنية، “الجنود الصامتون“ في عالم كرة القدم، الذين آن أوان إنصافهم.
بسؤال واحد يبدأ التغيير: لماذا لا نُطلق جائزة أفضل طبيب في كرة القدم الإفريقية؟
السيد فوزي لقجع، عضو الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF) والاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، أنتم في موقع يُخوّلكم قيادة مبادرة فريدة:
جائزة CAF 2025 لأفضل طبيب فريق وطني، اعترافًا بجهودهم الحاسمة، وصوتًا يُسلّط الضوء على أحد أعمدة اللعبة الحديثة.
الطبيب الرياضي.. حارس الجسد والعقل قبل الصافرة وبعدها
في كرة القدم المعاصرة، اللاعب ليس مجرد موهبة، بل رأسمال جسدي بملايين الدولارات، تتقاطع فيه المصالح الرياضية، الاقتصادية، والتجارية.
لكن هذا الرأسـمال هشّ… وكل تدخل، وكل سقطة، قد تُهدد حياة لاعب أو تُنهي مسيرته.
هنا، يتدخل الطبيب، صاحب القرار الأخلاقي الأخير:
“نعم، يمكنك اللعب”
أو “لا، ليس اليوم… هناك حياة بعد المباراة”.
بين الضغط والضمير.. الطبيب هو اللاعب الذي لا يملك جمهورًا
المدرب يطلب، الجمهور يضغط، اللاعب يتوسل، لكن الطبيب هو من يضع سلامة الإنسان فوق النتيجة.
هو من يرفض المغامرة، من يختار الوقاية على المجد المؤقت.
هو من يمسك بيد اللاعب باكيًا ويقول:
“ستعود يا بطل، لكنك تحتاج أن تُشفى أولًا“.
جائزة الطبيب.. أكثر من تكريم، إنها استثمار في الحياة الرياضية
في الوقت الذي تحتفي فيه الكرة العالمية بأفضل مدرب، وأفضل حكم، وأفضل موهبة شابة، يظل الطبيب في الظل، يعالج ويختفي… دون تصفيق.
لكن الحقيقة أنه الدرع الأخير أمام الكارثة.
تخصيص جائزة لأطباء الفرق الوطنية لن يكون مجرد تكريم رمزي، بل:
- تحفيز للتميز الطبي الرياضي
- تشجيع للاتحادات على توظيف الكفاءات الطبية
- ترسيخ لثقافة الوقاية داخل الأندية والمنتخبات
المغرب أولًا… ثم إفريقيا والعالم
مثل هذه الجائزة يمكن أن تحمل توقيع المغرب، وتُخلد كـ”سابقة أخلاقية وإنسانية”، تُسجَّل باسمكم، وباسم بلدكم، في تاريخ كرة القدم العالمية.
ففي زمن تُدار فيه المباريات بالذكاء الاصطناعي، والمجسّات الحيوية، تبقى الثورة الحقيقية إنسانية… تبدأ من الاعتراف.
هذه ليست مباراة عادية… إنها مباراة من أجل الخلود
السيد لقجع،
حين نُكرّم من يقي لاعبينا من الألم، من يحفظ مستقبلهم بعد المستطيل الأخضر، فنحن لا نمنح جائزة فقط، بل نرسم وجهًا أكثر إنسانية للعبة الأكثر شعبية في العالم.
لنمنح هؤلاء الجنود صك الاعتراف، وندخلهم إلى معبد كرة القدم… لا بالتصفيق، بل بالامتنان.
الكرة في ملعبكم. فهيا نكتب اسم المغرب في لوحة الشرف… من باب الوفاء.