الطماطم المغربية تُربك مزارعي أوروبا: هل تتحول المملكة إلى سلة غذاء القارة؟

أميمة القاسمي24 يونيو 2025آخر تحديث :
الطماطم المغربية تُربك مزارعي أوروبا: هل تتحول المملكة إلى سلة غذاء القارة؟

رغم التحديات المناخية القاسية، وفي مقدمتها الجفاف، يواصل المغرب فرض نفسه كقوة زراعية صاعدة في الأسواق الأوروبية.

ومع كل موسم جديد، تتعزز مكانة المملكة كمصدر رئيسي للفواكه والخضر، ما دفع مزارعين أوروبيين، خصوصًا في إسبانيا، إلى دق ناقوس الخطر.

24% نمو في الصادرات… وأوروبا تستهلك مغربيًا

بحسب صحيفة إيكومينيستا الاقتصادية الإسبانية، ارتفعت واردات إسبانيا من المنتجات الفلاحية المغربية بنسبة 24% في الكمية و23% في القيمة خلال الربع الأول من 2025، في وقت تشهد فيه الأسواق الأوروبية توجهًا متزايدًا نحو المنتجات المغربية الطازجة والأقل تكلفة.

الطماطم تتصدر والفلفل والفاصوليا يتبعان

تحتل الطماطم المغربية صدارة الصادرات نحو أوروبا، تليها الفلفل الحلو والفاصوليا الخضراء.

وتُظهر الأرقام قفزة كبيرة في صادرات الخضروات نحو إسبانيا تحديدًا، من 24 ألف طن إلى 32,300 طن، بقيمة تجاوزت 52 مليون يورو خلال ثلاثة أشهر فقط.

اتهامات بـ”المنافسة غير المتكافئة”… ونداءات لتشريعات جديدة

في ظل هذا الزخم المغربي، عبّر المزارعون الإسبان عن استيائهم، معتبرين أن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا توفر حماية كافية للمنتج المحلي.
ويطالب هؤلاء بفرض معايير أكثر صرامة على الواردات المغربية، أسوة بما يُفرض على المنتوجات الأوروبية، محذرين من أن استمرار الوضع الحالي يهدد بتراجع القطاع الفلاحي الأوروبي.

المغرب… من أزمة جفاف إلى قوة تصدير

اللافت أن هذا التمدد المغربي في الأسواق الأوروبية يأتي في سياق مناخي صعب، إذ يواجه القطاع الفلاحي بالمملكة تحديات كبرى مرتبطة بندرة المياه وتغير المناخ.

ومع ذلك، تستمر المنتجات المغربية في التقدم، مدعومة بالتحديثات التكنولوجية والقدرة التنافسية.

الخلاصة: أوروبا تستهلك مغربيًا… فهل تعيد رسم قواعد اللعبة؟

بين طموحات المغرب في أن يصبح “حديقة العالم”، ومخاوف المزارعين الأوروبيين من تراجع منتجاتهم، يبدو أن الرهان الزراعي في الضفة الجنوبية للمتوسط يربك حسابات الضفة الشمالية.
ومع كل طماطم مغربية تدخل السوق الأوروبية، تُطرح الأسئلة من جديد: من يربح ومن يخسر في سباق الغذاء العالمي؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة