أعاد حادث دهس الطفلة غيثة، البالغة من العمر أربع سنوات، بشاطئ سيدي رحال، الجدل المؤلم حول فوضى العربات في الفضاءات البحرية، خاصة مع تنامي ظاهرة “السياقة الاستعراضية” التي باتت تنتقل من الشوارع إلى الشواطئ، مهددة حياة المصطافين.
من اللعب إلى الألم: مأساة على رمال سيدي رحال
كانت غيثة، كما يروي والدها، تلعب بأمان على شاطئ مكتظ بالعائلات، قبل أن تباغتها سيارة رباعية الدفع وتدهسها أمام أنظار المصطافين، مخلفة إصابات بليغة استدعت نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.
لكن الجرح لم يكن فقط جسديًا، فقد زادت تصريحات مستفزة من أحد أقارب السائق، قال فيها: “حنا عندنا الفلوس“، من صدمة الأسرة والمغاربة عمومًا، معتبرين أن الأمر لم يكن مجرد حادث، بل استعراض لغياب المحاسبة.
برلمانية تدق ناقوس الخطر: أوقفوا “الرالي الصيفي” على الشواطئ
في أول رد سياسي على الحادث، وجهت قلوب فيطح، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الداخلية، دعت فيه إلى إجراءات صارمة لمنع دخول العربات بجميع أنواعها إلى الشواطئ.
واعتبرت أن هذا السلوك لم يعد فقط فوضويًا، بل تحول إلى خطر داهم يهدد الأرواح، مطالبة بحماية الشواطئ كفضاءات آمنة ومفتوحة للعائلات والأطفال، لا كساحات سباق مفتوحة لمن لا يحترمون القانون أو حياة الآخرين.
#العدالة_لغيثة: وسم الغضب والحسرة
الحادثة فجّرت موجة تضامن عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق النشطاء وسم #العدالة_لغيثة، مطالبين بـ”فتح تحقيق شفاف ومحاسبة كل من تورط في هذه الكارثة الإنسانية”، مع دعوات لمنع تكرار مثل هذه المشاهد المأساوية.
وأكدت التعليقات أن غياب الرقابة وانتشار اللامبالاة في الفضاءات العامة، خصوصًا الشواطئ، يفتح الباب أمام حوادث يمكن تفاديها بقوانين واضحة وتطبيق صارم.
حين تتحول الشواطئ إلى مناطق خطر
ما كان يجب أن يكون فضاءً للراحة والترفيه، أصبح مصدر تهديد يومي في ظل غياب تنظيم صارم، ليُطرح السؤال الأهم: من يحمي الأطفال من عجلات الفوضى؟
الحادثة تفرض نفسها على طاولة الحكومة والمجالس المحلية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى ثقافة صيفية مسؤولة، لا إلى “راليات عشوائية” على الرمال.