الحياد المُكلف: بروكسل تُغامر بأمنها بصمتها عن نزاع المغرب والجزائر

فؤاد القاسمي27 يونيو 2025آخر تحديث :
الحياد المُكلف: بروكسل تُغامر بأمنها بصمتها عن نزاع المغرب والجزائر

أطلقت مجلة السياسة والمجتمع الدولي، التابعة لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، صافرة إنذار حادة إلى الاتحاد الأوروبي، محذّرة من التبعات الخطيرة لاستمرار نهج “الحياد الصامت” تجاه التوتر المتفاقم بين الرباط والجزائر.

وأكد التقرير أن اللامبالاة الأوروبية باتت تُكلّف بروكسل ثمنًا باهظًا، ليس فقط دبلوماسيًا، بل أمنيًا واستراتيجيًا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يعد يملك ترف الاكتفاء بالشعارات حول حسن الجوار.

المسار الثاني”.. دبلوماسية موازية لتفكيك التوتر

ودعا التقرير صناع القرار الأوروبيين إلى التحرك الفوري عبر دعم مسارات “الدبلوماسية غير الرسمية” أو ما يُعرف بـ”المسار الثاني”، والذي يشمل:

  • تفعيل حوارات خلف الكواليس
  • إشراك المجتمع المدني والجامعات وقطاع الأعمال
  • بناء الثقة بعيدًا عن الضجيج السياسي

الهدف؟ تهيئة الأرضية لمفاوضات رسمية مستقبلاً بين المغرب والجزائر.

النزاع يضرب مصالح أوروبا في العمق

سجّل التقرير أن القطيعة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر منذ 2021 أفرزت سلسلة من التداعيات الخطيرة على مصالح الاتحاد الأوروبي، أبرزها:

  • توقف أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي
  • تراجع التعاون الأمني والاستخباراتي
  • تصاعد تهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة
  • زيادة الضغط على الحدود الأوروبية بفعل الهجرة السرية

شمال إفريقيا على صفيح ساخن.. والاتحاد الأوروبي يتفرج

اعتبر التقرير أن شمال إفريقيا دخلت دائرة الخطر، مشيرًا إلى أن الأزمة بين المغرب والجزائر قد تتحول إلى شرارة نزاع أوسع في حال استمرت بروكسل في سياسة “الانتظار السلبي”.

ولفت إلى أن العدوى الجيوسياسية التي شهدها الشرق الأوسط، وتحديدًا الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية، يجب أن تكون جرس إنذار لبروكسل، لأن تجاهل الأزمات الصغيرة يخلق كوارث كبرى.

ثمن النزاع يُدفع قبل اندلاع الحرب

أكد التقرير أن الاتحاد الأوروبي بدأ فعلاً في دفع ثمن النزاع المغربي-الجزائري، رغم عدم اندلاع مواجهة مباشرة، لافتًا إلى أن التوازن الجيو-استراتيجي في المنطقة أصبح هشًا وخطيرًا.

ووجّه نقدًا لاذعًا لنهج الحياد الأوروبي، مشددًا على أنه لم يعد موقفًا متزنًا، بل مساهمة مباشرة في تأزيم الوضع.

نحو ميثاق أوروبي جديد لمنطقة المتوسط؟

دعت المجلة إلى بلورة ميثاق أوروبي جديد لمنطقة المتوسط، يقوم على:

  • تشجيع التعاون العملي والتقني بين الأطراف المتنازعة
  • دعم مبادرات مشتركة رغم غياب الاعتراف السياسي
  • الاستثمار في الحوار بدل ترك النزاع يتعفّن

العداء الشعبي أخطر من السياسي

أعرب التقرير عن قلقه البالغ من تصاعد خطاب الكراهية والعداء الشعبي بين الجزائريين والمغاربة، محذرًا من تحول هذا الصراع إلى شرخ مجتمعي دائم يهدد أي محاولة مستقبلية للتطبيع أو الحل.

الرسالة الأخيرة: إما التحرك الآن.. أو انتظار الانفجار

واختتمت المجلة تقريرها برسالة قوية إلى قادة الاتحاد الأوروبي:

“إما أن تتحركوا الآن… أو استعدوا لدفع ثمن نزاع تجاهلتموه طويلاً، وقد يُفجّر حدودكم من الداخل.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة