بقلم حسين أزهر
قمة تشاور في كواليس الرباط
في أروقة دورة المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، حلّ الحاج صلوح الجماني ضيفاً بارزاً على رئيس المجلس الوطني للحزب، بحضور الأمين العام الأسبق امحند العنصر وعضوة المكتب السياسي حليمة العسالي.
لحظةٌ تجاوزت حدود المجاملة إلى جلسة نقاشٍ استراتيجيّ كشفت عن أدوارٍ جديدة لصوت الصحراء داخل مطبخ القرار الحركي.
صوت الداخلة يصل إلى قلب المؤسسة
رصيد الجماني الممتدّ في جهة الداخلة وادي الذهب انتقل هذه المرّة إلى الرباط، مؤكداً أنّ إشعاعه لم يعد محلياً فحسب، بل صار مكوّناً ضرورياً في رسم توازنات الحزب على المستوى الوطني.
الرجل الذي انحاز دائماً لخيار “التنمية أولاً” يثبت أنّ الصحراء ليست هامشاً، بل شريكاً فاعلاً في جدول الأعمال السياسي للمملكة.
حكمة الصحراء… صمّام أمان
منذ سنوات والجماني يُعرَف بقامته الهادئة وقدرته على إدارة الملفات الشائكة من دون ضجيج. خصومه قبل حلفائه يقرّون بأنّه “صانعُ التوافقات” في بيئة تتطلّب الكثير من ضبط النفس وبعد النظر.
حضوره في هذا اللقاء بدا رسالة طمأنة بأنّ الخطاب المعتدل ما زال حجر الزاوية في عمل الحركة الشعبية.
رسائلٌ إلى الخريطة الحزبية الجديدة
الاتصال المباشر بين قيادة الحركة ورموز النضال الجهوي مثل الجماني لا يقرأ خارج سياق إعادة رسم الخريطة السياسية بعد الاستحقاقات الأخيرة.
الحزب يلوّح بورقة “وحدة الصف” ويعلن انفتاحه على النخب الصحراوية؛ إشارةٌ إلى أنّ مسار التجذّر الترابي ليس مجرد شعار، بل أحد رهانات المرحلة المقبلة.
عندما يتقدّم الهدوء على الانفعال
في زمن السياسة السريعة و”الترند” اللحظي، يقدّم الحاج صلوح نموذجاً لسياسيّ يشبه عمق الصحراء التي جاء منها: هادئ، ثابت، يُدير مشاريعه بخطى محسوبة وينهي جملته قبل أن يرفع صوته.
من الداخلة إلى الرباط، يواصل الرجل أداءه المتزن وفاءً لثوابت الوطن وخدمةً لساكنةٍ رأت فيه دائماً ممثلاً صادقاً لتطلعاتها.
