في صباح الأربعاء، أسدل الستار على حياة الفنانة المسرحية العراقية إقبال نعيم، التي رحلت عن عمر ناهز 67 عامًا، تاركة وراءها إرثًا مسرحيًا غنيًا ومؤثرًا، شكل جزءًا لا يُمحى من ذاكرة المسرح العراقي الحديث.
من الخشبة الأولى إلى نجمة الفرقة الوطنية
انطلقت إقبال نعيم في مسارها الفني منذ بواكير عمرها، بخطى واثقة وموهبة نادرة، حيث التحقت بكبريات الفرق المسرحية في العراق مثل فرقة المسرح الفني الحديث وفرقة المسرح الشعبي، قبل أن تستقر في الفرقة الوطنية للتمثيل، لتصبح أحد أعمدتها.
لم تكتف بالتمثيل، بل خاضت غمار الإخراج، فأثبتت براعتها في الحقلين معًا.
جوائز وبصمات لا تُنسى
تميّزت إقبال بحضور مسرحي لافت، تُرجم إلى جوائز رفيعة نالتها عبر سنوات العطاء، أبرزها:
- جائزة أفضل ممثلة عن مسرحية الرهن (1985)
- جائزة أفضل دور ثانٍ عن مسرحية ألف أمنية وأمنية (1987)
- جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان قرطاج المسرحي عن ترنيمة الكرسي الهزاز (1987)
- ثلاثية التميز: أفضل إخراج وتمثيل وأزياء عن الريشة الذهبية في مهرجان مسرح الطفل الأردني (2002)
شراكات فنية وأعمال خالدة
خلال رحلتها الطويلة، عملت إقبال إلى جانب كبار المخرجين في الساحة العراقية، من بينهم الدكتور عوني كرومي، والدكتور صلاح القصب، وعزيز خيون، والدكتور فاضل خليل.
قدمت مسرحيات بقيت راسخة في الذاكرة، مثل خيط البريسم، في أعالي الحب، هيروسترات وسيدرا.
ولم تغب عن الشاشة، حيث أطلت عبر أفلام كـ حب في بغداد وستة على ستة، إلى جانب مشاركات تلفزيونية وإذاعية أثرت الساحة الفنية.
المسرح العراقي يفقد صوته الأنثوي الأصيل
برحيل إقبال نعيم، يخسر المسرح العراقي واحدة من أبرز رموزه النسائية، التي أعطت للفن روحًا وملامح خاصة. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوتًا أنثويًا قويًا ومُلهمًا في مشهد غالبًا ما هيمنت عليه الأسماء الذكورية.
يبقى اسمها محفورًا في ذاكرة الخشبة، وإبداعها حكاية تُروى لكل من يؤمن أن الفن رسالة وحياة.
