مشروع ملكي يضع حدًا لـ”التسابق السياسي” نحو قيادة المونديال
أشعل مشروع القانون المتعلق بإحداث “مؤسسة المغرب 2030“ نقاشًا حادًا خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، حيث اعتبرت فرق من المعارضة أن المشروع يأتي لإنهاء ما وصفته بـ-“التسابق المحموم” بين مكونات الأغلبية- حول قيادة ما سُمي بـ”حكومة المونديال”.
وأكد رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، أن المؤسسة الجديدة تمثل نقلة نوعية تعكس توجيهات ملكية سامية تهدف إلى حسن تدبير ملف تنظيم كأس العالم 2030، بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة.
من الحلم إلى البناء المؤسساتي
شدّد حموني على أن مشروع هذه المؤسسة لا يمكن فصله عن تراكمات عقود من العمل الوطني، موضحًا أن حلم تنظيم المونديال ظل يراود المغاربة طيلة سنوات، وهو اليوم يتحقق من خلال بنية قانونية ومؤسساتية صلبة.
وأشار إلى أن البنيات التحتية الرياضية وتكوين الأطر البشرية كانت لبنات أساسية لهذا المسار، مبرزًا أن مشاركة المنتخب الوطني في مونديال قطر وما رافقها من إشعاع عالمي، كانت ترجمة ملموسة لهذا المجهود.
تنظيم المونديال مسؤولية وطنية… وليست غنيمة سياسية
حموني أوضح أن الملف اليوم لم يعد حكوميًا أو حزبيا، بل أصبح تحت إشراف مؤسسة سيادية مستقلة، ما يجعل من الضروري الابتعاد عن أي خطاب “شعبوي” يركب على نجاحات رياضية أو سياحية.
وأكد أن الرهان الحقيقي الآن هو تحقيق تنمية منصفة على امتداد جهات المملكة، وتوزيع ثمار المونديال بعدالة، محذرًا من خطر تشتيت المجهودات وإعادة إنتاج نفس الإخفاقات السابقة.
العنصر البشري… معيار النجاح الحقيقي
في رسالة لافتة، قال حموني: “لن يُقاس نجاح المونديال بالحجر فقط، بل بالبشر”، داعيًا إلى تأهيل الطاقات المغربية في كل القطاعات المعنية، وترسيخ وعي جماعي بكون هذا الحدث هو صورة المغرب أمام العالم.
كما دعا إلى الانخراط الجماعي في المشروع، باعتباره رافعة تنموية وطنية وليس مناسبة لركوب الموجات أو تصفية الحسابات.
بوانو: المونديال مشروع ملكي… وأي مزايدة غير مقبولة
من جهته، اعتبر عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن إنشاء “مؤسسة المغرب 2030” أنهى الجدل السياسي غير المجدي، قائلاً: “ما تحقق في الرياضة لا يمكن أن يُغطّى بالغربال”.
وانتقد بوانو بعض التصرفات داخل الأغلبية قائلاً: “بدل أن ينشغل كل طرف بمهامه، انشغل البعض بمن سيقود حكومة المونديال”. وأثنى على القرار الملكي بإنشاء المؤسسة، مؤكداً أنه “مشروع ملكي ويجب أن نشتغل عليه كجبهة وطنية موحدة”.
“المغرب 2030″… اسم يثير التساؤلات
رغم إشادته بالمؤسسة، طرح بوانو تساؤلات حول التسمية، متسائلًا: “لماذا المغرب 2030؟ أليس من الأفضل أن تكون مؤسسة خاصة بتنظيم المونديال فقط؟ فالمغرب موجود قبل 2030 وسيبقى بعده”.
واقترح التفكير في نموذج مؤسساتي مشابه لما تم في ملف زلزال الحوز، حيث تم إحداث مؤسسة خاصة ذات طابع تنفيذي سريع وفعّال، دون تشويش سياسي أو مضموني.
نحو مرحلة جديدة في تدبير حدث تاريخي
إحداث “مؤسسة المغرب 2030″ يضع حدًا لـ”خطاب المزايدات” ويفتح صفحة جديدة في تدبير حدث تاريخي، يُنتظر أن يُسهم في إعادة رسم ملامح التنمية والهوية الرياضية والثقافية للمغرب، إذا ما أُحسن استثماره وتفعيله في إطار من الوطنية الجماعية والنجاعة المؤسساتية.