مؤسسة مستقلة خارج الحسابات السياسية
في رد غير مباشر على انتقادات المعارضة بشأن “حكومة المونديال”، أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أن مؤسسة المغرب 2030 ستكون مستقلة بالكامل، وتتولى تدبير مشاريع كأس العالم وفقًا للتوجيهات الملكية السامية.
وأضاف بنبرة واضحة: “من أراد أن يمنح نفسه ألقابًا فليكن، لكن الواقع يُحسم بالمؤسسات لا بالشعارات”.
المونديال قاطرة تنمية شاملة… وليست مجرد تظاهرة رياضية
لقجع شدد على أن تنظيم كأس العالم 2030 ليس غاية رياضية فقط، بل رافعة تنموية كبرى، مشيرًا إلى أن الرؤية المغربية تتجاوز لحظة الحدث إلى ما بعده، من خلال مشاريع مستدامة تترك أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا طويل الأمد.
وأوضح أن المشروع يحمل شقين رئيسيين:
- تأهيل البنيات التحتية بشكل شامل
- ترسيخ الإرث الحضاري والتنموي للمونديال
مطارات، TGV، وصحراء موصولة… خريطة استثمار استباقي
أكد لقجع أن المغرب دخل في سباق مع الزمن من أجل إنجاز أوراش ضخمة تسرّعت وتيرتها بفضل الاستحقاق المونديالي، وتشمل:
- توسيع مطارات الدار البيضاء، الرباط، مراكش، وأكادير لاستيعاب 30 مليون سائح
- تمديد القطار فائق السرعة نحو مراكش، ثم أكادير والصحراء المغربية في إطار المبادرة الملكية الأطلسية
ملاعب بمواصفات عالمية… بأيادٍ مغربية
في ما يخص المنشآت الرياضية، أوضح الوزير أن كل الملاعب، باستثناء ملعب بني سليمان، سيتم تأهيلها أو إعادة بنائها بأيادٍ وشركات مغربية. ولفت إلى إشادة رئيس الكاف بمركب مولاي عبد الله بالرباط كنموذج يحتذى به، مضيفًا أن رؤية التأهيل تشمل 32 مدينة من بينها ورزازات، في سياق تحوّل حضري متكامل.
الميزانية محفوظة… والنمو في الأفق
لقجع حرص على طمأنة النواب والمعارضة بشأن التكلفة، مؤكدًا أن كل المشاريع تُحسب بدقة ولن تمس توازنات المالية العمومية. وتوقع الوزير نموًا اقتصادياً بنسبة 4.7% في 2025، مرشّحًا للارتفاع إلى 6%، مع تأثير إيجابي مباشر على معدلات البطالة.
أكثر من 40 مهنة… وآلاف فرص الشغل
كشف المسؤول الحكومي أن المونديال سيفتح الباب أمام أكثر من 40 مهنة جديدة مباشرة وغير مباشرة، وسيخلق آلاف الوظائف. وكمثال، ذكر أن مركب الرباط وحده يشغل 10 آلاف عامل، إضافة إلى فرص كبرى في مجالات اللوجستيك، الماء، الكهرباء، والبناء.
“المغرب 2030″: مؤسسة مستمرة لما بعد المونديال
لقجع أوضح أن مؤسسة “المغرب 2030” لن تكون مجرد جهاز مؤقت بل كيان مؤسساتي دائم قابل للاستمرار بعد كأس العالم، لتدبير فعاليات رياضية كبرى مستقبلاً مثل كأس العالم للأندية أو مونديال السيدات 2031.
وقد تم اختيار المقر السابق للمكتب الوطني للسياحة كمقر للمؤسسة بهدف تقليص التكاليف، على أن تكون هي المخاطب الوحيد للشركاء الدوليين، في إطار تنسيق محكم لضمان تسليم المشاريع قبل 2029.
دعوة لمشاركة جماعية ومسؤولية وطنية
في ختام تدخله، شدد لقجع على أن النجاح لن يتحقق إلا من خلال مشاركة جماعية لكل الأطراف، داعيًا الفاعلين والمؤسسات والأحزاب إلى الانخراط في هذا الورش الوطني خلف جلالة الملك، لبناء مغرب أقوى وأكثر إشعاعاً على الصعيد العالمي.