رغم مرور ما يقارب عامين على زلزال الحوز المدمّر، لا تزال آلاف الأسر المتضررة تعيش أوضاعًا مأساوية، وسط صمت رسمي وتطمينات حكومية “لا تعكس الواقع”، حسب ما أكده بلاغ مشترك لكل من الائتلاف المدني من أجل الجبل والتنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز.
وعود كبيرة… وخيام مهترئة
البلاغ، الذي توصلت به جريدة “مدار21″، انتقد بشدة غياب الشفافية والعدالة في تدبير هذا الملف الإنساني، مشيرًا إلى أن التصريحات المتكررة للحكومة بشأن “انفراج الأوضاع” و”إطلاق أوراش الإعمار” لا تجد لها أثرًا على أرض الواقع، حيث ما تزال مئات الأسر تقطن خيامًا مهترئة لا تليق بالحياة الآدمية.
أرقام متضاربة… وشبهات تلاعب
وسجل البلاغ تضارب الأرقام الرسمية حول عدد المستفيدين من الدعم وسير عملية إعادة البناء، كما أشار إلى ما وصفه بـ”إقصاء غير مبرر لآلاف الأسر” و”خروقات خطيرة شابت عمليات الإحصاء والتوزيع“، مع تلميحات صريحة إلى وجود تلاعبات من طرف بعض أعوان السلطة.
دعم جزئي وحرمان كلي
عدد من الأسر التي فقدت مساكنها بالكامل، لم تستفد سوى من دعم لا يتجاوز 80 ألف درهم، بينما تم تهميش أسر أخرى كليًا رغم حجم الأضرار التي لحقت بها، ما اعتبره المصدر دليلاً واضحًا على غياب الإنصاف والعدالة في التعويض.
دعوات للتحقيق والمحاسبة
الهيئتان طالبتا بكشف قاعدة بيانات شفافة ومفصلة تحدد المستفيدين الحقيقيين، وتمكّن من تتبع مصير الدعم وإعادة الإعمار، مع الدعوة إلى فتح تحقيق رسمي ومستقل في الخروقات، ومحاسبة كل من تورط في الإقصاء أو التلاعب.
صرخة من الجبل إلى الإعلام
البلاغ وجّه نداءً إلى وسائل الإعلام الوطنية والدولية، قصد تسليط الضوء على الوضع الكارثي الذي تعيشه المناطق الجبلية، ونقل صوت الضحايا الذين لا يزالون ينتظرون عدالة حقيقية واستجابة منصفة لنداءاتهم.
الزلزال كان قدَرًا… أما الجراح فصنعتها أيادي الإهمال
الائتلاف والتنسيقية اعتبرا أن استمرار هذه المعاناة لا يمكن تبريره بعد مرور هذا الزمن الطويل، مشددين على أن الزلزال كان قدرًا طبيعيًا، لكن ما عمّق الجراح هو سوء التدبير وغياب الجدية في التعاطي مع الملف.
من أجل كرامة لا تُقايض
في ختام بلاغهما، أكدت الهيئتان استمرار تحركاتهما، وتكثيف اللقاءات مع الفرق البرلمانية والجهات المعنية، للتأكيد على أن كرامة المواطن ليست موضوع مساومة أو تأجيل، وأن الوقت قد حان لإنهاء هذا المسلسل من المعاناة الطويلة.