الحسيمة – نبيل أخلال
في مشهد اختلط فيه الغضب بالأمل، خرجت ساكنة دوار إدردوشن بجماعة تماسينت، إقليم الحسيمة، مساء الخميس 31 يوليوز، في وقفة احتجاجية أمام مقر قيادة إمرابطن، للتنديد بما وصفوه بـ”الحرمان غير المبرر” من الماء الصالح للشرب، وسط موجة حرارة خانقة تزيد من حدة المعاناة اليومية.
أزمة مزمنة.. واحتجاجات تتجدد
الساكنة، التي عبّرت عن امتعاض جماعي من استمرار الانقطاعات، أكدت أن غياب الصيانة وتهالك البنية التحتية يقفان وراء تفاقم المشكل، رغم المراسلات والتنبيهات المتكررة للسلطات. “الأمر لم يعد يُحتمل”، يقول أحد السكان، مضيفًا أن “الصمت الرسمي يُترجم كاستهتار بحياة الناس وكرامتهم”.
تدخل ميداني ولقاء ساخن
التحرك الشعبي دفع قائد القيادة ومسؤولين من المكتب الوطني للماء إلى الحضور ميدانيًا وعقد لقاء مباشر مع ممثلي الساكنة. الاجتماع كان فرصة لتفريغ الغضب وتكرار المطالب التي طالما رفعتها الساكنة، وعلى رأسها: حل جذري وفوري يضمن استمرارية التزود بالماء، بعيدًا عن “المسكنات المؤقتة”.
رفض قاطع لـ”التناوب“
أحد أبرز محاور الغضب تمثل في رفض نظام التوزيع بالتناوب بين الدواوير، والذي وصفه السكان بأنه “حل ترقيعي لا يعالج أصل الأزمة”. الحضور شددوا على أن المياه حق، وليس امتيازًا يُوزع وفق مزاج أو موارد محدودة.
المكتب الوطني للماء: نعمل على خطة تقنية… ولكن
من جانبه، أوضح مدير المكتب المحلي أن خطة إصلاح وتقوية الشبكة في طور الإعداد، لكنها تواجه عوائق مالية ولوجستية، مؤكدًا وجود إرادة فعلية لتجاوز الأزمة. كما التزم المسؤولون بإشراك ممثلي الساكنة في تتبع مراحل الإصلاح لضمان الشفافية.
خطوات تصعيدية قادمة؟
رغم اللقاء، خرج السكان بتصميم أكبر على مواصلة الاحتجاج في حال لم تُترجم الوعود إلى حلول ملموسة في أقرب الآجال. وفي رسالة قوية، ختمت الوقفة بشعار موحد: “الماء حق وليس هبة.. والكرامة لا تقبل التأجيل“.