في مشهد مثير تزامن مع تنصيب القائد الجديد لسرية الدرك الملكي ببرشيد، أطاحت الفصيلة القضائية التابعة للقيادة الجهوية بسطات بدركي متلبس بتلقي رشوة قيمتها 500 درهم. العملية جاءت بأمر مباشر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسطات، بعد اتصال عاجل من رئاسة النيابة العامة، يفيد بوصول شكاية عبر الرقم الأخضر تتهم الدركي بابتزاز مواطن.
الشكاية التي حرّكت النيابة العامة
المشتكي، الذي قصد مكتب الوكيل العام شخصيًا، روى تفاصيل مطالبته بمبلغ مالي مقابل تسريع مسطرة إدارية. تحركت النيابة العامة بسرعة، وأعطت تعليماتها بفتح تحقيق سري، لتبدأ عملية محكمة الإعداد.
خطة الإطاحة: أوراق نقدية مُراقبة وإشارة متفق عليها
عناصر الفصيلة القضائية نسخت الأوراق النقدية المستعملة في الكمين، ثم رافقت المشتكي إلى برشيد. هناك، كان السيناريو محكمًا: اتصال بالمشتبه فيه، موعد قرب بوابة السرية، ثم تسليم المبلغ. لحظات بعد التسلم، أطلق المشتكي الإشارة المتفق عليها، لتباغت العناصر الأمنية الدركي وتوقفه أمام أعين المارة.
دهشة الحاضرين وتناقض اللحظة
المفارقة كانت صادمة: على بعد أمتار، أجواء رسمية تحتفي بتنصيب القائد الجديد، بينما على البوابة، يسقط أحد عناصر السرية في فخ الرشوة. لحظة اختزلت تناقضات صارخة بين قيم النزاهة وشهوة الفساد.
التحقيقات مستمرة.. والعدالة في الميدان
التحقيق ما يزال جارياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال المسطرة واتخاذ ما يلزم من إجراءات تأديبية وقضائية بحق المشتبه فيه، في رسالة واضحة بأن زمن الإفلات من العقاب يضيق شيئًا فشيئًا.